في إنجازٍ دفاعي لافت ضمن منافسات كأس إفريقيا للأمم، يواصل المنتخب الجزائري خطف الأنظار بعدما أصبح المنتخب الوحيد في البطولة الذي لم تهتز شباكه بأي هدف، في مشهد يؤكد صلابة المنظومة الدفاعية ونجاعة الاختيارات التقنية للطاقم الوطني.
ويقف الحارس لوكا زيدان في قلب هذا الإنجاز، حيث شكّل صمام الأمان الأول لـ“محاربي الصحراء”، بتدخلاته الحاسمة، وتمركزه الجيد، وهدوئه الكبير في اللحظات الصعبة، ما منح الخط الخلفي ثقة إضافية انعكست على أداء المنتخب ككل. أداء زيدان لم يكن مجرد أرقام، بل ترجمة حقيقية لحارس حاضر ذهنياً وبدنياً، يقرأ اللعب جيداً ويُحسن التعامل مع الضغط.
وعلى النقيض من ذلك، فإن بقية المنتخبات الـ23 المشاركة في البطولة استقبلت أهدافاً بنِسَب متفاوتة، في دلالة واضحة على صعوبة الحفاظ على الشباك نظيفة في مسابقة تتسم بالقوة البدنية، والنسق العالي، وتعدد المدارس الكروية. هذا المعطى يجعل من صمود الدفاع الجزائري استثناءً بارزاً، لا يُقرأ فقط من زاوية الحراسة، بل من خلال الانضباط التكتيكي، والتغطية المحكمة، والعمل الجماعي بين جميع الخطوط.
المنتخب الجزائري، بهذا المعطى، يبعث رسالة قوية لمنافسيه مفادها أن طريق الألقاب لا يمر فقط عبر الهجوم، بل يبدأ أولاً من دفاع متماسك وحارس موثوق. ومع توالي المباريات واشتداد المنافسة، يبقى الرهان قائماً على قدرة “الخُضر” في الحفاظ على هذا النسق، وتحويل التفوق الدفاعي إلى رافعة حقيقية نحو الذهاب بعيداً في البطولة.
إنه رقمٌ يستحق التوقف عنده، ويُبرز الجزائر كأحد أبرز المرشحين، ليس فقط بما تسجله من أهداف، بل بما تمنعه عن خصومها.













