في جنيف.. إشادة دولية بالنموذج المغربي للتنمية المستدامة

هيئة التحريرمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
في جنيف.. إشادة دولية بالنموذج المغربي للتنمية المستدامة

جنيف، 17 شتنبر 2025 — في إطار الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان، احتضن نادي الصحافة السويسري فعالية رفيعة المستوى خصصت للتنمية البشرية المستدامة في إفريقيا. نظم الحدث المجلس الاقتصادي والاجتماعي للمنظمات غير الحكومية التابعة للاتحاد الإفريقي (ECOSOCC) بشراكة مع مؤسسة «معًا من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان» وCIDH Africa وOSDES والمجموعة الرئيسية للمنظمات غير الحكومية، جامعًا شخصيات دولية وإفريقية وممثلين عن المجتمع المدني.

نحو مقاربة شاملة للتنمية
افتتح المدير التنفيذي لـ CIDH Africa، مولاي لحسن ناجي، اللقاء بالتأكيد على أن الفقر والهشاشة وضعف البنيات التحتية والخدمات الصحية والتعليمية ما زالت تحديات بارزة أمام القارة الإفريقية. ودعا إلى اعتماد مقاربة شمولية ترتكز على الإدماج الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان باعتبارهما شرطين أساسيين لتحقيق التنمية الحقيقية.

إصلاحات هيكلية ضرورية
أكد المتحدثون في مداخلاتهم الحاجة إلى إصلاحات بنيوية تواكب «أجندة 2063» للاتحاد الإفريقي. وأشار الدكتور أيمن عقيل، نائب رئيس ECOSOCC، إلى تأثير الفساد وضعف الحوكمة والنزاعات المرتبطة بالموارد الطبيعية على مسار التنمية، داعيًا المجتمع المدني إلى تعزيز الشفافية وحل النزاعات.

من جانبها، قدمت كجمولة بوسيف، رئيسة OSDES، التجربة المغربية عبر محوريْن بارزين: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقت سنة 2005 لتحسين ظروف العيش للفئات الهشة، والنموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية الذي تجاوزت استثماراته 80 مليار دولار، ما جعل من مدينتي العيون والداخلة قطبين اقتصاديين ولوجستيين منفتحين على إفريقيا والعالم.

كما دعت ندى القلم، أستاذة بجامعة SSBM بجنيف، إلى تعزيز دور المجتمع المدني في تنزيل الحق في التنمية وتقوية المؤسسات الوطنية. في حين شددت شارلوت باما من مؤسسة Eliza Relief على ضرورة التزام الدول بتمكين المواطنين من الخدمات الأساسية والمشاركة الفعلية في القرار العام.

النموذج المغربي في الواجهة
حظي النموذج المغربي بإشادة واسعة من المشاركين، حيث اعتبروا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والنموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية ركيزتين لاستراتيجية تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية وتعزيز العدالة المجالية وإيجاد فرص اقتصادية مستدامة. ورأى المتدخلون أن هذه الاستثمارات الكبيرة تؤكد إرادة المملكة في الإسهام في بناء إفريقيا مستقرة ومزدهرة ومتضامنة، مما يشكل مصدر إلهام لبقية الدول.

رؤية للمستقبل الإفريقي
في ختام النقاشات، أوصى المشاركون الاتحاد الإفريقي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بتعزيز آليات حماية الحقوق الأساسية وتحسين الحوكمة ومكافحة الفساد، إضافة إلى توسيع نطاق التعليم والصحة والبنى التحتية، وتمكين النساء والشباب، وضمان إدارة عادلة ومستدامة للموارد الطبيعية.

تأكيد على الدور المغربي
أبرز هذا اللقاء الدولي الدور الريادي للمغرب في ترسيخ نموذج تنموي إفريقي قائم على الإدماج الاجتماعي والاستثمارات الاستراتيجية والتعاون جنوب-جنوب. وبهذه المبادرات، يعزز المغرب مكانته كفاعل ملتزم ومُلهم داخل القارة الإفريقية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة