ذ. احمد العهدي
بنفوس مصدومة و قلوب مكلومة ، مؤمنة بقضاء الله و قدره ، و ان لا راد له إذا حل ، تلقت ساكنة الداخلة، و خاصة الذين يؤدون صلواتهم ، منذ الثمانينات بمسجد النصر بحي مولاي رشيد بالداخلة ، نبأ الخطب الجلل لوفاة المشمول بعفو الله المسمى قيد حياته محمد بوزيد ، إمام مسجد النصر ، احد اكبر حفظة القرآن بالداخلة و المملكة المغربية ، بل على صعيد الوطن العربي ، حتى كنت القبه ب ” كمبيوتر آدمي في حفظ القرآن الكريم ” ، كما كان يعد احد اكثر الذين تتلمذ على يديه ابناء مدينة الداخلة ، محفِّظا لكتاب الله ، و منهم اليوم من نال شهادات جامعية و اكاديمية عليا و منهم من يشغل مناصب هامة داخل الوطن و خارجه …
لقد كان ، تغمده المولى بواسع رحمته و اسكنه فسيح ملكوت فردوسه الاعلى ، معروفا بسرعة تدخلاته التصحيحية عند كل نسيان يطال أحيانا بعض من يؤم بالمصلين تاليا او قارئا لكتاب الله المبين ، لاسيما حين أداء صلاة التراويح ، طيلة ليالي شهر رمضان الفضيل ، رغم ان الفقيد الراحل كان قد بلغ من العمر عتيا ، و يعاني من مرض السكري المزمن ، هو الذي كان يقاومه بالمشي يوميا ، دون كلل و لا ملل..
شاءت الصدف الجميلة بل الأقدار. الإلهية ان التقي به مساء يوم الجمعة 24 ماي 2024 ، بعد خروجنا من مناسبة حفل زفاف ابنة السيد محمد سالم امعييف، و قلت له إنني قبل أن اسكن في منزلي الجديد لانني تقاعدت مغادرا السكن الإداري ساوجه له دعوة ضمن مجموعة من السادة الاجلاء حفظة القرآن الكريم و سيكون هو ، رحمة الله عليه ، بصفته قيدومهم ، من اول حفظة القرآن الذين سادعوهم لمائدة قرآنية ، دابت ان اسعَد بها في بيتي ، إيمانا مني ان كل بيت يتلى فيه القرآن العظيم تحفه الملائكة و تسكن قلب ساكنيه طمأنينة ، مصداقا لقوله عز من قائل :” الا بذكر الله تطمئن القلوب” صدق الله مولانا العظيم .
و دون تردد قال لي ، تغمده المولى بواسع رحمته ، و بابتسامة مشرقة تعلو وجهه المهيب ، و هو يرمش بعينيه ، كعادته ، بانه يسعده كثيرا دعوته لمائدة تلاوة الذكر الحكيم ..
حقا و صدقا إنك تشعر به حين كان يتلو القرآن انه ” يتلذذ منتشيا” بحلاوة إيمانية روحية بنفس طويل و قراءة سريعة لكنها خاشعة ، و هو في نشوة روحية عز نظيرها و قل مثيلها..!
بهذه المناسبة الأليمة اللهم ارحمه ووسع مدخله واحشره في زمرة الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. كان ، تغمده رب العرش العظيم بفيوضات واسع رحمته ، طيب القلب سليم النية صافي الروح ، لا يتوانى عن حضور موائد القرآن ، بدعوة او غير دعوة .
اللهم ارحمه ووسع مدخله واحشره في زمرة الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
لقد كان ، تغمده رب العرش العظيم بواسع رحمته و اسكنه فسيح ملكوت جنته ، طيب القلب سليم النية صافي الروح و خفيفها..
أخذته ربنا إلى جوارك في احسن ايامك وهو يوم ثاني عيد الاضحى المبارك من شهر ذي الحجة 1445 هجرية ، و كما أحسنت ختامه احسن ختامنا وجميع المسلمين يارب ٠
أللهم ثبت منطقه عند السؤال و ارحمه و أنت خير الراحمين . آمين يارب العالمين و مجيب الداعين و السائلين.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
( حرر بالداخلة يوم الثلاثاء 11 ذي الحجة 1445 هجرية الموافق ل 18 يونيو 2024 ميلادية)
