مع انتهاء المناظرة التلفزيونية التي جمعت الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ومرشح الجمهوريين، دونالد ترامب، باتت ملامح الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية تتضح شيئًا فشيئًا، وسط ترقب في الرباط لعودة “صاحب الاعتراف التاريخي” بمغربية الصحراء. فقد أظهرت المناظرة ثقة ترامب الكبيرة في مقابل تلعثم وارتباك بايدن، مما دفع الصحف الأمريكية للإعلان عن “خسارة بايدن” كما ورد في واشنطن بوست.
المناظرة لم تكن في صالح بايدن، حيث ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ترامب هيمن بثقة كبيرة، في مواجهة واضحة مع تلعثم وارتباك بايدن. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لم تكن هناك اختلافات بارزة في دعم إسرائيل في حرب غزة أو في موقفهم من حرب أوكرانيا. بينما ارتفعت أسهم شركة ترامب ميديا بنسبة 5% بعد المناظرة، وأكدت نائبة بايدن، كامالا هاريس، أن أداءه لم يكن في أفضل حالاته.
في ظل إدارة بايدن، استمرت العلاقات المغربية الأمريكية في تعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي دون المساس بقرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وعلى الرغم من ذلك، لم يظهر أي تقدم في فتح قنصلية أمريكية بالداخلة. واعتبرت الخارجية الأمريكية في اتصال هاتفي بين وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن المغرب يلعب دورًا إقليميًا هامًا. وأكد الخبير موساوي العجلاوي أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مستمر دون تغيير، مما يثير التساؤلات حول مستقبل هذا القرار مع عودة ترامب المحتملة.
وفي السياق ذاته، أكد دوكلاس بيتكين، مدير مكتب الميزانية والتخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، أن التخطيط لفتح القنصلية بالداخلة ما زال مستمرًا بسبب الظروف الأمنية. واعتبر الدكتور الداود أبا، باحث في القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن صعود ترامب المرتقب يمكن أن يعزز العلاقات بين المغرب وأمريكا ويحل معضلة غياب القنصلية الأمريكية بالداخلة. وأكد الداود أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء جاء تقديرًا لجهود الرباط الإقليمية، وأن عودة ترامب قد تفتح فصلاً جديدًا في هذه العلاقات.