تعيش بلدة توري باتشيكو التابعة لمقاطعة مورسيا شرقي إسبانيا على وقع أجواء مشحونة بالتوتر والاحتقان العرقي، بعدما تحوّلت حادثة اعتداء غامضة على رجل مسن إسباني إلى شرارة انفجار غير مسبوق في العنف ضد الجالية المغربية، وسط صعود نذر التطرف في الشارع الإسباني.
في مشهد صادم، وثّقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل مواجهات دامية بين شبان يرتدون رموزًا لليمين المتطرف وبين مهاجرين مغاربة خرجوا للدفاع عن أنفسهم حاملين علم وطنهم، وسط رشق بالحجارة وصيحات الغضب في قلب البلدة.
وبحسب وكالة “رويترز”، فقد أسفرت موجة العنف هذه، التي انطلقت منذ ليلة السبت، عن إصابة خمسة أشخاص واعتقال شخص واحد، في واحدة من أخطر حوادث الكراهية التي تشهدها إسبانيا في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي خيم على البلدة يوم الأحد، إلا أن القلق لا يزال سيد الموقف، وسط استعدادات أمنية لاحتمال تنفيذ اعتقالات إضافية.
من جانبها، عبّرت ماريولا جيفارا، ممثلة الحكومة المركزية بالمنطقة، عن قلق بالغ من خطورة ما يجري، مؤكدة في تصريحاتها أن التحقيقات جارية بشأن الاعتداء على المسن الإسباني، وشدّدت على أن السلطات ستعزز من انتشار الحرس المدني في المنطقة.
ولم تتردد جيفارا في إدانة خطابات التحريض والكراهية التي تغذيها جهات متطرفة، محذّرة من الانزلاق إلى دائرة عنف عنصري يصعب احتواؤه إذا لم يتم التدخل بحزم.
وفي ظل استمرار التحقيقات، يبقى الوضع في مورسيا مقلقًا، ويتطلب استجابة حاسمة ومتزنة من الدولة الإسبانية لضمان أمن الجميع، والحفاظ على التماسك المجتمعي في وجه موجات التطرف المتنامية .