أخنوش يكشف ملامح التحول الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا

هيئة التحريرمنذ 46 دقيقةآخر تحديث :
أخنوش يكشف ملامح التحول الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا

في رسالة سياسية حملت الكثير من الدلالات الإقليمية والدولية، أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، في حوار مع صحيفة «لاراثون» الإسبانية، أن العلاقات بين الرباط ومدريد تعيش اليوم أفضل مراحلها، نتيجة التوجيهات الملكية والرغبة المشتركة في بناء ثقة متينة تقوم على الشفافية والوضوح.

وجاءت تصريحات أخنوش مباشرة بعد اختتام الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في مدريد، الذي وصفه بـ”الناجح والانعطافة الإيجابية” التي تجسد مرحلة دبلوماسية عنوانها التفاهم المستمر والحوار البنّاء والرؤية الموحدة للمصالح المشتركة.

كما شدد رئيس الحكومة على أن القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن قضية الصحراء يمثل محطة فارقة على طريق الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل، واصفاً إياه بـ”العادل والمنصف”، ومؤكداً أنه يعكس المكانة التي بلغتها الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس.

ولفت إلى أن خطاب العرش رسم ملامح مرحلة جديدة نحو توافق يضمن كرامة جميع الأطراف دون غالب أو مغلوب، بما يفتح الباب لاستقرار وتنمية منطقة الساحل والصحراء.

وبخصوص الموقف الإسباني، أوضح أخنوش أن مدريد تعتمد موقفاً ثابتاً ومنسجماً مع قرارات مجلس الأمن، وهو ما يعكس تطابقاً كاملاً في الرؤى بين البلدين ويجعل من إسبانيا شريكاً استراتيجياً موثوقاً في أحد أكثر الملفات حساسة.

وفي ظل النقاش الداخلي بإسبانيا حول ما بعد الانتخابات، أبرز رئيس الحكومة أن العلاقات الثنائية لم تعد تتأثر بتغير الحكومات، بل أصبحت مبنية على أسس سياسية مستقرة وحوار دائم ورؤية استراتيجية مشتركة. وأشار إلى أن التحول الذي شهده المسار الدبلوماسي بين البلدين منذ سنة 2022 أسهم في تعزيز التعاون في مجالات الأمن والهجرة والاقتصاد وتنمية الفضاء المتوسطي والأطلسي.

وبمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، أكد أخنوش أن القرار الأممي الأخير يحمّل جميع الأطراف مسؤولية تاريخية، ويفتح أمام المنطقة فرصة حقيقية لبناء فضاء إقليمي أكثر انسجاماً وازدهاراً.

كما شدد على أن المملكة تتطلع إلى دور أكبر للأقاليم الجنوبية داخل الدينامية الاقتصادية الإفريقية والأطلسية، في ظل الاستثمارات الضخمة التي تنفذها الدولة لتعزيز البنيات التحتية وجاذبية المنطقة.

وتعكس تصريحات رئيس الحكومة، في توقيتها ومضمونها، ثقة المغرب في موقعه الإقليمي، ورؤية واضحة تعتبر مدريد حليفاً استراتيجياً لا مجرد جار، فيما تظل قضية الصحراء محوراً أساسياً لإعادة رسم علاقات المملكة وشراكاتها المستقبلية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة