إلى من يشعلون على أصابعهم(هن) نور الأمل..

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
إلى من يشعلون على أصابعهم(هن) نور الأمل..

ذ. أحمد العهدي

المعلم(ة)، المدرس(ة)، الأستاذ(ة)، المربي(ة)..
تعددت الأوصاف والموصوف واحد.. تعددت الأسماء والمسمى واحد، إنهم حملة رسالة إنسانية عظيمة وأمانة تربوية وتعليمية جسيمة، قبل أن ينتموا لمهنة، وإن اعتبرنا كذلك، فهم ينتسبون لمهنة لا تشبه كل المهن..!

فيا من تكتبون على جبين الزمن قصة النور، وتغرسون في حدائق القلوب بذور الأمل،
نقف في يومكم الكوني في الخامس من أكتوبر، موعدًا وتقليدًا سنويًا، لنقول لكم من أعماق صادق العرفان ودافق الامتنان:
شكرًا! لأنكم كنتم البداية لكل حلم تحقق، ولكل فجرٍ أضاء..
شكرًا لأنكم منحتم لحياتنا معنى دافئًا مشعًا بكل ما هو جميل ونبيل وأصيل.

كم مرة أرهقتكم السبورة بشكليها التقليدي والتكنولوجي، وأنهككم الطبشور لمسًا وضغطًا وشمًّا، حتى غزا مساحات شاسعة من رئة كل واحد منكم، لكنكم، لأنكم آمنتم برسالتكم ونذرتم حياتكم لقدَركم، لم تكلّوا ولم تملّوا، بل أدمنتم رسم ابتسامة دفنتم بها مواجع خوالجكم، لأنكم تعرفون أن ثمرة تعبكم وسهر تحضيراتكم اسمها “جيل”، لن تنتهي حروفه الخالدة المجيدة عند (Z)، وهو جيل وعي يختلف تمامًا عن الشخصية التيكتوكية والجالية المقيمة في الفايسبوك، التي تقطن في فضاء عالمها الأزرق مساكن التفاهة والتسطيح الفكري، بل سيتجاوزه إلى أجيال حروف أخرى تنتظر موعدها، لأنكم عباقرة التجديد، ولأنكم تتجهون نحو المستقبل وتصنعون الحلم والأمل.

أجيال متعاقبة تعلمت على أياديكم وسويداء قلوبكم أن الحياة ليست دروسًا فقط، بل قيمٌ وصدقٌ وعطاء وأثر، والبقاء للأثر الطيب!
يا من علمتمونا أن الأوطان لا تُبنى بالحجارة وحدها، بل بالعقول التي أنارتها وعيًا، وبالقلوب التي أيقظتها سعيًا..

لكم المجد، كل المجد، يا أهل المجد ما دامت الكلمة تنبض، وما دام في الكون طفلٌ ينطق بحرفٍ تعلمه منكم.

نعم، في الخامس من أكتوبر من كل عام، يتوقف العالم لحظة إجلال وتقدير، وتجلة وإكبار، ليحيّي تلك القلوب النبيلة التي نذرت نفسها لصناعة الأجيال وسقي مشاتل الآمال…

فإلى أولئك اللواتي والذين يحملون مشاعل النور في دروب العقول، إلى من يزرعون الحروف في تربةٍ خصبةٍ من الصبر والعطاء…
إلى المعلّمين والمعلّمات، المربين والمربيات، أنتنّ وأنتم رسل المعرفة وحماة القيم، أنتم الذين تبنون الأوطان في صمت لكن بفخرٍ بهيٍّ وحلمٍ نديٍّ، وتصنعون الفرق في حياة كل طفل(ة)، وكل شاب(ة)، وكل إنسان.

صدقوني، لكم أخجل من نفسي كثيرًا حين أقول في يومكم العالمي، لأن كل أيام السنة هي لكم، فيها نرفع لكم التحية بكل الود والعرفان والورد والامتنان، ونعترف أن الكلمات مهما سمت، والمجازات مهما ارتقت، تعجز عن الإحاطة بجلال نبل رسالتكم وجمال قدسية مهامكم، ولن تستطيع كل كلمات القواميس متحالفة أن تفي بحقكم وحقكن.

فشكرًا لكم لأنكم النور حين يشتدّ الظلام، والقدوة حين تضلّ الخطى في زحمة الأيام، والبذرة الأولى لكل نجاحٍ وسلامٍ يورق الدفء ويزهر في هذه الأرض في نبلٍ ووئامٍ وإخاءٍ وانسجام.

عيد سعيد ومجيد بعمر مديد، وكل عام وأنتنّ وأنتم طيبون.

(الداخلة، يوم الأحد 5 أكتوبر 2025)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة