في حادث مأساوي خيّم عليه الحزن والاستغراب، شهدت مدينة الداخلة صباح اليوم مأساة حقيقية ، إثر العثور على جثة عون سلطة (مقدم حضري) يُدعى قيد حياته “مصطفى.م”، داخل مقر سكناه الواقع بحي الوكالة، وسط ترجيحات بكونه أقدم على وضع حد لحياته في ظروف غامضة.
الراحل كان يشتغل بالمقاطعة الحضرية الخامسة بحي السلام، ويُشهد له وسط زملائه وعموم ساكنة المنطقة بالجدية والانضباط، كما عُرف بأخلاقه العالية وتفانيه في أداء مهامه اليومية، الأمر الذي زاد من عمق الصدمة بعد انتشار خبر وفاته.
وفور إشعارها، حلت السلطات المحلية والمصالح الأمنية بمكان الحادث، حيث باشرت إجراءات المعاينة وفتحت تحقيقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات الواقعة وأسبابها، بينما جرى نقل جثمان الراحل إلى مستودع الأموات قصد إخضاعه للتشريح الطبي.
وقد خلفت هذه الفاجعة حزناً عميقًا في نفوس معارف الفقيد وكل من اشتغل إلى جانبه، إذ لم يكن “مصطفى.م” مجرد موظف عادي، بل كان مثالاً في السلوك المهني والأخلاقي، يزرع الاحترام أينما حلّ، ويؤدي واجبه في صمت ونكران للذات. أحاديث الحزن لم تغب عن وجوه زملائه، الذين عبّروا عن صدمتهم الكبيرة من رحيله المفاجئ، خاصة وأنه لم يُبدِ في سلوكاته اليومية ما يُوحي بأنه كان يعيش أزمة أو ضيقاً داخلياً.
ووسط هذا الحزن العارم، تُطرح تساؤلات ملحّة حول ضرورة الالتفات الجاد إلى الجوانب النفسية والاجتماعية للأطر العاملة في صفوف الإدارة الترابية، باعتبارهم الحلقة الأولى في خدمة المواطن، والذين يحتاجون بدورهم إلى من يُصغي إليهم ويواكبهم في صمتهم.
،