السحر والشعوذة في القرن 21: ضرورة تدخل السلطات لوضع حد للجهل والأذى للناس

هيئة التحرير9 أكتوبر 2024آخر تحديث :
السحر والشعوذة في القرن 21: ضرورة تدخل السلطات لوضع حد للجهل والأذى للناس

بدر شاشا

في زمن القرن الواحد والعشرين، حيث يُفترض أن التقدم العلمي والمعرفي قد بلغ أوجه، لا يزال هناك من يلجأ إلى السحر والشعوذة لتحقيق رغباته الشخصية أو حل مشكلاته. في بعض المجتمعات، بما في ذلك المغرب، نجد أن هذه الممارسات لا تزال منتشرة بين فئات من النساء والرجال الذين يعتقدون أن اللجوء إلى العرافين والمشعوذين هو الحل لكل معاناتهم، سواء كانت تتعلق بالزواج أو العمل أو الشفاء من الأمراض.
تجد العديد من النساء يتجولن في أماكن مشبوهة طلبًا لما يسمونه “بركة” أو “قبول” للحصول على عمل، أو من تبحث عن وسيلة للسيطرة على زوجها ليصبح “خاتمًا في يدها”. هناك من يلجأ للسحر والتوكال لإلحاق الأذى بشخص آخر، رغبةً في الزواج منه أو رغبةً في الانتقام. وللأسف، أصبح بيع أجزاء الحيوانات والأعشاب المشبوهة في بعض محلات العطارة ممارسة منتشرة، حيث يتم استغلال الجهل والخوف لتحقيق الربح على حساب صحة وسلامة الناس.
ومع تزايد هذه الممارسات، نجد أن البعض قد دمر حياة الآخرين بشكل مجاني، سواء بالتسبب في مرضهم، أو إلحاق الضرر بأعمالهم وحياتهم الشخصية. يتم تسخير هذه القوى المظلمة والإيمان بالخرافات لإحداث الأذى، دون وعي أو إدراك للعواقب النفسية والجسدية التي يمكن أن تترتب على هذه الأفعال.
لا يمكن أن يظل هذا الوضع على ما هو عليه. ينبغي أن يكون هناك تدخل حاسم من السلطات لوضع حد لهذه الممارسات الضارة والقضاء عليها نهائيًا. من الضروري تفعيل القوانين التي تجرّم ممارسة السحر والشعوذة، وفرض عقوبات صارمة على من يروجون لهذه الممارسات أو يمارسونها. ويجب على المجتمع أن يعمل على توعية الأفراد، وخاصة الفئات الضعيفة، بأن اللجوء إلى الله والتوكل عليه هو الحل الوحيد لكل مشكلة، وأن السحر والشعوذة لن يجلبوا إلا الضرر والهلاك.
العلم والدين يدعوان إلى الابتعاد عن هذه الخرافات والتمسك بالوسائل الشرعية والصحية لعلاج المشاكل وتحقيق الرغبات. فالله وحده هو الشافي والمعطي، ولا يمكن أن نسمح لهذا الجهل أن يستمر في إفساد حياة الناس في زمن يتوفر فيه العلم والحكمة.
كفى جهلًا في زمن القرن الواحد والعشرين، وكفى إيمانًا بخرافات لا أساس لها من الصحة. حان الوقت لوضع حد لهذه الممارسات المؤذية التي لا تزال تعرقل تقدمنا وتضر بحياة الناس وصحتهم.
في زمن تزداد فيه الضغوط والمشاكل، يلجأ بعض الناس إلى طرق قد تكون مكلفة وغير مجدية على أمل الشفاء أو التخلص من المصاعب. من هذه الطرق، انتشار ما يعرف بالرقية الشرعية والعلاجات الطبيعية التي تُباع بمبالغ باهظة تصل إلى مليون وأكثر. ولكن، هل يعقل أن يترك الإنسان كلام الله، الصلاة، والدعاء لله ليذهب إلى أشخاص يدعون أنهم يمتلكون القدرة على الشفاء؟
الرقية الشرعية يجب أن تكون مبنية فقط على كتاب الله وسنة نبيه، ولا تحتاج إلى أموال طائلة أو أدوية باهظة. قال الله تعالى في كتابه: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”. فالشافي والمعافي هو الله وحده، ولا يحتاج الإنسان إلا إلى التوجه لله بالدعاء والصبر، والالتزام بأوامر الدين، بدلاً من الانسياق وراء من يستغلون ضعف الناس وألمهم.
“إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ مَا أَنزَلْنَا وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَـٰئِكَ مَا أَكْلَاهُمْ فِي أَوْقَادِ النَّارِ” (آل عمران: 187).
هذه الآية تُظهر خطورة استغلال كلام الله لأغراض مادية، وتؤكد أن من يفعل ذلك سيواجه عواقب وخيمة.
الكثير ممن يذهبون إلى هؤلاء النصابين يُخدعون ويُنفقون أموالاً طائلة على أمل الشفاء، بينما الشفاء الحقيقي بيد الله وحده. الرقية الشرعية ليست تجارة، ولا ينبغي أن يُستخدم كلام الله لجمع المال أو استغلال حاجات الناس.
فلنتذكر دائمًا أن القوة والشفاء تأتي من الله، وأن الإنسان لا يحتاج إلا إلى الصبر، الإيمان، واللجوء إلى الله في كل حال.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة