المغرب يسعى إلى تنويع الشركاء كعقيدة دبلوماسية جديدة للسياسة الخارجية للمملكة

هيئة التحرير6 يناير 2023آخر تحديث :
المغرب يسعى إلى تنويع الشركاء كعقيدة دبلوماسية جديدة للسياسة الخارجية للمملكة

يبدو أن السياسية الخارجية المغربية بلغت حدّ قناعة راسخة بضرورة تنويع الشركاء وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة، والبحث عن مواطئ قدم في أسواق وتوقيع اتفاقيات جديدة من حلفاء جدد بعيدا نسبيا عن الأصدقاء التقليدين من أوروبا الغربية على غرار فرنسا وإسبانيا.

وفي سياق التوجه الجدد، كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن شراء المغرب الأخير معدات عسكرية من الشركة المصنعة الهندية “تاتا” يؤكد على قوة الشراكة بين الرباط ونيودلهي والتي استمرت تعززت منذ بداية عهد الملك محمد السادس، مضيفة أن المملكة التي تعد الحليف التاريخي والصديق لباريس ومدريد، اختارت توجه جديدا بدليل انتشار الشراكات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والثقافية مع العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين والمملكة المتحدة وروسيا.

شركات سلطت عليها “جون أفريك” الضوء بناء على ما تتضمنه من عقود شراء الأسلحة، على غرار اقتناء القوات المسلحة الملكية (FAR) لـ90 شاحنة LPTA 2445 6 × 6 من الشركة المصنعة الهندية Tata Advance Systems ، الأمر الذي يؤكد أن تنوع الشركاء بات عقيدة دبلوماسية جديدة في المملكة.

ونقلت المجلة الفرنسية عن باحث مغربي في العلوم السياسية، لم تذكر اسمه، قوله إن “المقاربة المغربية هذه تسمح للمغرب بألا يكون أسيراً لحلفائه التقليديين، وتُظهر أنه بلد براغماتي ومنفتح على جميع الحساسيات طالما تتلاقى المصالح” ، مشيرا إلى أنه “لا ينبغي اعتبار هذه الصفقة من المعدات العسكرية الهندية عملا منفردا، بل هي “جزء من إطار أكبر، وهو تعزيز العلاقة المتميزة بين الرباط ونيودلهي”.

“جون أفريك” أبرزت أن التدريبات المشتركة التي أجرتها البحرية الهندية والبحرية الملكية المغربية في يوليو الماضي قبالة الدار البيضاء بهدف ممارسة التنسيق بين البلدين.

ومضت المجلة إلى التوضيح أن هذا التفاهم بين المغرب والهند يترجم بالعديد من الاتفاقات الاستراتيجية الموقعة في عام 2019 في مجال التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والصناعة والتنمية المستدامة وبناء مساكن اجتماعية، وأيضا التكنولوجيات الجديدة، دون أن ننسى الصحة والسلامة الغذائية.

التفاهم الجيد بين المغرب والهند لا يعود تاريخه إلى اليوم، كما تقول “جون أفريك”،إنه يؤشر على منعطف كبير منذ فبراير 2000، عندما سحبت الهند، عقب زيارة رئيس الوزراء المغربي في ذلك الوقت، عبد الرحمن اليوسفي، اعترافها بالبوليساريو ، “كان اليوسفي يتمتع بهالة غير عادية وتعاطف مع الهنود، كشخصية تاريخية لليسار والاستقلال”. فقد اعتمد الرئيس السابق للحكومة المغربية على شبكته الكبيرة في الدوائر الاشتراكية الديموقراطية الهندية، الموالية تقليديا للبوليساريو، للترويج للقضية المغربية. منذ ذلك الحين، لم تتوقف الهند عن دعم موقف المغرب بشأن قضية الصحراء.

وهو ما لم يغب عن خطاب محمد السادس في نيودلهي عام 2015، عندما قال: “نعرب عن تقديرنا للموقف البناء لجمهورية الهند بشأن قضية الصحراء المغربية، ودعمها لعملية الأمم المتحدة المكرسة لتسوية قضية الصحراء المغربية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة