كشف معهد الآفاق الجيوسياسية، وهو مركز مستقل للدراسات والتحليلات الاستراتيجية، عن قرب الإفراج عن الرئيس النيجري السابق محمد بازوم، بعد مفاوضات سرية استمرت لأشهر، قادتها المملكة المغربية بعيدًا عن الأضواء، تمهيدًا لاستقباله على أراضيها.
بازوم، الذي أُطيح به في انقلاب عسكري بقيادة قائد الحرس الرئاسي حينها، الجنرال عبد الرحمن تشياني، في 26 يوليوز 2023، ظل منذ ذلك الحين تحت الإقامة الجبرية في العاصمة نيامي. وتشير المعطيات إلى أن الرباط أجرت اتصالات هادئة، عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، مع سلطات النيجر الحالية، في مسعى لتسوية الملف.
وتأتي هذه الوساطة في إطار العلاقات المتينة التي ربطت المغرب بالنيجر خلال السنوات الأخيرة، حيث لعبت المملكة أدوارًا سياسية وأمنية بارزة في منطقة الساحل، مدعومة بشبكة تعاون تشمل مجالات التكوين العسكري والأمني. ومن المفارقات اللافتة أن قائد المجلس العسكري الحالي، الجنرال تشياني، تلقى تكوينه في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس.
وأكد المعهد أن الإفراج المرتقب عن بازوم يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في تبني نهج الحوار والوساطة الهادئة، بعيدًا عن التصعيد وفرض الشروط المسبقة، وهو ما منحها ثقة واحترام جميع الأطراف المعنية.