بقلم : المامي عبدو
أشرف السيد الوزير بنسعيد صباح يوم أمس بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر على افتتاح الندوة الدولية حول “التراث الثقافي المغمور بالمياه في ظل التكنولوجيات الجديدة : الحلول والتحديات” ، هذا الإفتتاح الذي جاء في خضم الحراك الإفتراضي ، المستعير لعدد من الباحثين والمكتشفين للسفن القديمة ، والتي أضحت تراثا ثقافيا مغمورا بالمياه ، فمصطلح “الانتفاضة الإفتراضية ” الذي تم إستعماله هو للفت انتباه السيد الوزير والمسؤول المباشر عن التراث بالوزارة إلى أهمية التراث الثقافي المغمور بالمياه ولكم في سفينة القيصر الألماني بالداخلة المثال الأبرز .
إن هذه الندوة تعتبر صحية وتميط اللثام عن جانب مهم من التراث الذي يجب الإهتمام به وإعطائه المكانة اللائقة به ، والتي جاءت متلازمة مع الحراك الذي يقوده مجموعة من الباحثين والمكتشفين لسنوات خلت ، بخصوص هذا التراث الغني بجميع ربوع المملكة لا سيما الداخلة ، فالحراك وإن بد ا افتراضياً ، فإنه لم يلبث حتى تحول إلى “انتفاضة ثقافية “، تُطالب بـ “إنقاذ الثراث المغمور وإعطائه الأولوية ضمن برامج الدولة، ووقف النزيف المتواصل للعمل التىاثي الذي سطرت فصوله العديد من الجمعيات لاسيما جمعية السلام بالداخلة “.
وفي هذا الشأن يرى مهتمون بالشأن الترتثي أن ثمّة العديد من المعوّقات التي تقف حجر عثرة أمام ازدهار العمل على التراث الثقافي المغمور بشتى جهات المملكة ، ومنها “غياب بُنى تحتية تسمح بإقامة أنشطة تعنى بالتراث الثقافي المغمور على سبيل المثال متاحف بحرية .. ، خصوصاً وأن المغرب يتوفر على أكبر إكتشاف بالداخلة ، وهو سفينة القيصر الألماني ، بإعتبارها أحد أعظم أسلحة الحرب العالمية الأولى والقابعة بسواحل جهة الداخلة ” .
وفي ذات السياق يرجع المهتمون بالمجال التراثي ما يصفونه بتراجع الوزارة في تثمين التراث المغمور ، إلى عدّة أسباب من بينها “غياب سياسات تهم هذا الصنف من المورث الإنساني ، ثم عدم تخصيص حيز أكبر لهذا الشق الثقافي المغمور والتعريف به على أوسع نطاق “، داعين إلى “إيلاء أهمية أكبر للتراث الثقافي المغمور بالمياه و منح إمتيازات للجمعيات الفاعلة على أسس ممارسة النشاط والفاعلية ، ورصد جوائز للمكتشفين لتحفيزهم وتشجيعهم على العطاء أكثر ” ، ثم العمل على إنشاء مؤسّسة أو مرصد يتولّى الحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه ، إلى جانب وضع قاعدة بيانات تضمّ خريطة ومواقع الآثار ومواقع الذاكرة الوطنية والتاريخية بكل الجهات المغربية التي لها إحدى إكتشافات التراث المغمور بالمياه.