النموذج السنغافوري ودروسه للمغرب
بدر شاشا
يعد النموذج السنغافوري حالة دراسية ملهمة للعديد من الدول النامية، بما في ذلك المغرب، الذي يسعى لتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي يعزز من مكانته العالمية. تمتاز سنغافورة بتحول اقتصادي مذهل خلال العقود الأخيرة، حيث تمكنت من بناء نظام إداري فعال، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتحسين معايير التعليم والصحة والتشغيل، ورفع مستوى الصناعة والابتكار.
في مجال الإدارة، تعتبر سنغافورة قدوة في فعالية الحكومة والإدارة العامة، حيث تمكنت من مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، وبناء مؤسسات قادرة على تحقيق الرؤية الوطنية بفاعلية. يمكن للمغرب أن يستفيد من هذا النموذج من خلال تعزيز الحوكمة وتحسين أداء القطاع العام.
في مجال التعليم والصحة، اعتمدت سنغافورة على استثمارات كبيرة في تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، مما أدى إلى رفع مستويات المعرفة والصحة للمواطنين. المغرب يمكن أن يسعى إلى تعزيز التعليم العالي وتحسين الخدمات الصحية العامة للمواطنين، لتعزيز قدراتهم وجودتهم المعيشية.
في مجال الاقتصاد والصناعة، اعتمدت سنغافورة على تعزيز بنية تحتية قوية وتشجيع الابتكار والاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما ساهم في جذب شركات عالمية وتحسين تنافسيتها العالمية. يمكن للمغرب أن يدعم نمو الصناعات المحلية ويعزز الابتكار والبحث والتطوير، لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وتوفير فرص عمل للشباب.
يمكن للمغرب أن يتعلم من تجربة سنغافورة في تحقيق التقدم الشامل عبر تعزيز الحكم الرشيد، وتحسين الخدمات العامة، ودعم الابتكار والاستثمارات. من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة والتزام القيادة السياسية، يمكن للمغرب أن يحقق تحولاً إيجابياً نحو مستقبل مزدهر ومزدهر لجميع القطاعات .