انسحاب واشنطن من اليونسكو: خطوة أمريكية تثير استياءً دوليًا وتحذيرات من تقويض التعددية

هيئة التحرير23 يوليو 2025آخر تحديث :
انسحاب واشنطن من اليونسكو: خطوة أمريكية تثير استياءً دوليًا وتحذيرات من تقويض التعددية

عبّرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أودري أزولاي، عن أسفها العميق إزاء القرار الأمريكي، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بالانسحاب مجددًا من المنظمة، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل ضربة للمبادئ التعددية التي تُعدّ ركيزة أساسية للعلاقات الدولية المعاصرة.

وفي بيان رسمي، أكدت أزولاي أن هذا القرار، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في نهاية ديسمبر 2026، ستكون له انعكاسات سلبية على التعاون العلمي والثقافي والتربوي الذي يجمع بين الولايات المتحدة واليونسكو، لا سيما في برامج التراث العالمي والمدن الإبداعية والمبادرات الأكاديمية التي تساهم فيها مؤسسات أمريكية عديدة.

وأضافت أزولاي أن المنظمة كانت قد استبقت هذا الاحتمال منذ عام 2018، من خلال إصلاحات داخلية شاملة وتنويع مصادر تمويلها، وهو ما أدى إلى تقليص الاعتماد على المساهمات الأمريكية التي لم تعد تمثل سوى 8% من الميزانية العامة. وأشارت إلى أن الدعم المستمر من الدول الأعضاء والقطاع الخاص أسهم في الحفاظ على استقرار الموارد دون التأثير على البرامج الأساسية أو مناصب العمل داخل المنظمة.

وفي معرض ردها على مبررات الإدارة الأمريكية للانسحاب، شددت المديرة العامة على أنها لا تعكس الواقع الراهن لليونسكو، التي انخرطت بقوة في قضايا مركزية مثل مكافحة معاداة السامية وتعليم الهولوكوست، بشراكات مع مؤسسات أمريكية يهودية رائدة. كما أبرزت إنجازات ملموسة للمنظمة، من بينها إعادة إعمار الموصل القديمة، وإطلاق أول وثيقة دولية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ودعم المشاريع التعليمية والثقافية في مناطق الأزمات كأوكرانيا ولبنان واليمن.

واختتمت أزولاي تصريحها بالتأكيد على أن اليونسكو ستواصل أداء مهامها بنفس العزيمة والالتزام، وستبقي أبوابها مفتوحة أمام الولايات المتحدة متى ما قررت العودة إلى مسار التعاون متعدد الأطراف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة