واشنطن – في تصعيد جديد للتوتر بين واشنطن وطهران، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على أي هجوم إيراني، مهدداً باستخدام “القوة الكاملة” للقوات المسلحة الأميركية، وبأساليب قال إنها “لم تُشهد من قبل”.
وقال ترامب في تصريح مثير للجدل: “إذا تعرضنا لأي هجوم من قبل إيران بأي شكل من الأشكال، فإن القوة الكاملة للقوات المسلحة الأميركية ستنزل عليكم بمستويات لم تشهد من قبل”، مضيفاً أن الولايات المتحدة “سترد بأقصى درجات القوة في حال المساس بأمنها أو بمصالحها الاستراتيجية في أي مكان من العالم.”
ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً على خلفية التصعيد العسكري الأخير في مياه الخليج، وتبادل التهديدات بين الحرس الثوري الإيراني والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.
وتعيد تصريحات ترامب إلى الأذهان السياسة التي اتبعها خلال ولايته الرئاسية، والتي اتسمت بنهج عدواني تجاه إيران، وبلغت ذروتها في عام 2020 حين أمر باغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، في عملية وُصفت حينها بأنها كادت تشعل حرباً إقليمية.
من جانبها، لم تصدر إيران بعدُ ردًا رسميًا على تصريحات ترامب الأخيرة، إلا أن مصادر قريبة من النظام الإيراني اعتبرت أن مثل هذه التصريحات “استفزازية” و”محاولة لإعادة إشعال التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأميركية”.
يُشار إلى أن ترامب، رغم مغادرته البيت الأبيض، لا يزال يحتفظ بتأثير واسع داخل الحزب الجمهوري، ويسعى للعودة إلى الساحة السياسية، وهو ما يفسّره مراقبون باستخدامه لخطاب شديد اللهجة تجاه الخصوم التقليديين للولايات المتحدة كإيران والصين وكوريا الشمالية.
وفي ظل التصعيد الكلامي، تبقى الأنظار موجهة إلى الشرق الأوسط، وسط مخاوف من أن تتحول التهديدات المتبادلة إلى مواجهة فعلية، من شأنها أن تجرّ المنطقة والعالم إلى أزمة جديدة غير محسوبة العواقب.
