في خطوة وُصفت بالتاريخية نحو تحديث السياسة القنصلية الأوروبية، صادق الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، على النظام الرقمي الموحد الجديد لتقديم طلبات تأشيرة شنغن، ليُطوى بذلك عهد الأوراق والانتظار أمام القنصليات، ويُفتح باب جديد للسفر الذكي في أوروبا.
المنظومة الجديدة، التي تعد ثمرة مفاوضات طويلة داخل مؤسسات الاتحاد، ستمكّن طالبي التأشيرة من إتمام كافة الإجراءات إلكترونيًا عبر منصة موحدة، تشمل تعبئة الاستمارات، تحميل الوثائق، ودفع الرسوم، دون الحاجة لأي تنقل أو مواعيد قنصلية مرهقة. كما سيتم تعويض الملصقات الورقية التقليدية بتأشيرة رقمية مؤمّنة تُسجَّل مباشرة في النظام الأوروبي.
وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أكد أن هذا التحول ليس مجرد تحديث إداري، بل “قفزة نوعية في فلسفة التعامل مع حرية التنقل”، مشيرًا إلى أن الهدف هو جعل الحصول على التأشيرة أكثر سرعة، وشفافية، وأمانًا.
وتشمل منطقة شنغن اليوم 23 دولة من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب أربع دول شريكة هي سويسرا، النرويج، أيسلندا، وليختنشتاين. ومن المنتظر أن يدخل القرار حيز التنفيذ بعد ثلاثة أسابيع من نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد، إيذانًا بانطلاق حقبة جديدة في إدارة السفر الأوروبي، حيث ستكون القنصلية في جيب كل مسافر.