في إطار الدينامية الإفريقية لتعزيز التعاون جنوب–جنوب وترسيخ التنمية المشتركة، احتضنت العاصمة السيراليونية فريتاون فعاليات ملتقى Africa Executive Meeting (AEM)، الذي نظمته الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات (CACS) بالشراكة مع مجلس جهة الداخلة–وادي الذهب، بحضور وزراء وسفراء ورؤساء جهات وغرف مهنية وممثلين اقتصاديين من مختلف الدول الإفريقية. وقد شكّل هذا الحدث محطة استراتيجية لتعميق الحوار حول بناء نموذج إفريقي جديد قائم على التكامل الاقتصادي والابتكار والمصالح المشتركة.
وأكد الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة–وادي الذهب، على نجاح الزيارة الرسمية للوفد الجهوي إلى سيراليون، مشيراً إلى أن اللقاءات مع المسؤولين السيراليونيين واجتماعات B2B مع فاعلين اقتصاديين وممثلي الغرف التجارية أسفرت عن توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون اللامركزي. وأضاف أن الجهة تطمح إلى تحويل هذه الاتفاقيات إلى مشاريع اقتصادية ملموسة تخدم مصالح البلدين.
بدوره، أعرب سفير جمهورية سيراليون لدى المملكة المغربية عن ارتياحه لهذه المبادرة، مشيداً بالدور الريادي لجهة الداخلة–وادي الذهب في تعزيز التعاون الإفريقي، ومؤكداً رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية في الاقتصاد الأزرق واللوجستيك والبنية التحتية. وذكر أن البلدين وقّعا 13 اتفاقية تعاون في مجالات الصيد البحري والتعليم والنقل والعدل والتجارة، معبراً عن ثقته في استمرار تعميق العلاقات بما يخدم مصلحة الشعبين.
وأكد فوزي عبد المنعم، رئيس الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات (CACS)، أن ملتقى فريتاون يمثل مرحلة محورية لبناء إفريقيا تعتمد على قدراتها الذاتية، قائلاً: “مستقبل إفريقيا يقوم على تكامل اقتصاداتها واستثمار طاقات شبابها والابتكار في التعليم والبحث العلمي.” وأشار إلى أن القارة تمتلك مؤهلات هائلة تجعلها قادرة على التحول إلى قوة اقتصادية عالمية، مؤكداً أن الملتقى يمثل إعلاناً عن مرحلة جديدة من التعاون الإفريقي المبني على التضامن والابتكار.
كما شدد نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الداخلة–وادي الذهب على أن اللقاء يعكس الرؤية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى الانفتاح على العمق الإفريقي وبناء شراكات استراتيجية مستدامة، مشيراً إلى أن اللقاء شكّل منصة لتبادل الخبرات وفرص التعاون الصناعي والخدماتي واللوجستي.
واختتم الملتقى بالتأكيد على أن إفريقيا تمتلك كل المقومات لتكون قوة اقتصادية فاعلة، شريطة تعزيز شراكاتها الداخلية وروح التعاون بين دولها. كما أجمع المشاركون على أن الشراكة المغربية–السيراليونية تمثل نموذجاً رائداً للتكامل الإفريقي القائم على الثقة والمصالح المشتركة، مؤكدين متابعة تنفيذ الاتفاقيات وتحويل توصيات الملتقى إلى مشاريع عملية في مجالات الطاقة والتعليم واللوجستيك والرقمنة، بما يعزز مكانة إفريقيا كفضاء متجدد للنمو والابتكار والتنمية المستدامة.