في مشهد مروّع يعيد إلى الذاكرة كوارث طبيعية خلّفت وراءها مآسي لا تُنسى، استيقظ العالم، فجر الأربعاء، على وقع زلزال هائل ضرب أقصى شرق روسيا بقوة 8.7 درجات على مقياس ريختر، مثيرًا حالة من الذعر العالمي، وتحذيرات عاجلة من موجات تسونامي مدمّرة قد تضرب عشرات الدول المطلة على المحيط الهادئ.
الزلزال، الذي وقع قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا، تسبّب بارتفاع أمواج بلغ 4 أمتار، وأدى إلى أضرار مادية في المباني، والموانئ، ومرافق حيوية، إضافة إلى عمليات إجلاء واسعة شملت مدنًا روسية ومناطق ساحلية في اليابان وهاواي وإندونيسيا. الصور القادمة من الشواطئ أظهرت عائلات تركض حاملة أطفالها، وسكانًا يفرّون نحو المرتفعات بينما تدوي صفارات الإنذار في كل مكان.
من جهتها، أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن مركز الزلزال كان على عمق 19.3 كيلومتر، وتبعته هزة ارتدادية قوية بلغت 6.9 درجات. السلطات الروسية أكدت أن المياه غمرت أجزاء من ميناء “سيفيرو-كوريلسك”، وألحقت أضرارًا بمصنع للسمك وروضة أطفال، لكن دون تسجيل وفيات حتى الآن.
وفي الولايات المتحدة، أطلق الرئيس دونالد ترامب تحذيرًا استثنائيًا لسكان هاواي وسواحل ألاسكا وكاليفورنيا، قائلاً: “تحركوا فورًا، الخطر قادم!”، بينما بدأت عمليات إجلاء عاجلة في المناطق المنخفضة.
اليابان أيضًا استنفرت أجهزتها، فأمرت بإخلاء محطة “فوكوشيما” النووية، في خطوة وقائية لعدم تكرار كارثة 2011، بينما صعد المئات إلى أسطح المباني والمناطق المرتفعة وسط حالة من الهلع والانتظار الثقيل.
رغم تطمينات العلماء بأن شدة الزلزال لم تُترجم إلى دمار شامل، إلا أن المشهد الإنساني وحده يكفي ليفتح جراحًا لم تلتئم بعد، ويطرح سؤالًا مؤلمًا: إلى متى سيبقى الإنسان في مواجهة مفاجآت الطبيعة التي لا ترحم؟