على الرغم من وجود بوادر أزمة دبلوماسية صامتة بين الرباط وموسكو، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تبدو في أفضل حالاتها، ولا يتوقف الأمر عند المبادلات التجارية، بل أيضا في ما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا، حيث أعلنت روسيا رسميا أنها ستجعل من المغرب منصة لها لتصدير لقاحات “سبوتنيك في” إلى إفريقيا بعد توصلها إلى اتفاق مع معمل مغربي للصناعات الدوائية لتصنيعها محليا، وهو المشروع الذي كان مبرمجا في الأصل بالجزائر.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، أمس، عن الممثل التجاري لموسكو في المغرب، رتيم تسينامدزغفريشفيلي، أن بلاده وقعت بالفعل عقدا مع شركة مغربية خاصة للصناعات الدوائية لها حضور واسع في الدول الإفريقية، من أجل تصنيع لقاحات “سبوتنيك في” بالمملكة، مبرزا أن الموقع التجاري للمغرب يتيح الوصول إلى أسواق دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشار المسؤول نفسه إلى أن هذه الخطوة تتلو الاتفاق المغربي الروسي على توريد لقاحات “سبوتنيك في” إلى المملكة، بعد أن حصل هذا التطعيم على ترخيص بالاستخدام داخل أراضيها في دجنبر من سنة 2020، مبرزا أن الرباط “لديها اهتمام كبير بجلب هذا التطعيم”.
وتأتي هذه الخطوة بعد فشل محاولة توطين صناعة اللقاح الروسي المُعد للتصدير إلى إفريقيا في الجزائر، بعد أن اتضح أن القدرة الإنتاجية لهذه الأخيرة لا تسمح بذلك، ففي يوليوز الماضي أعلن وزير الصناعات الصيدلانية الجزائري، لطفي بن باحمد أن بلاده ستبدأ إنتاج تطعيم “سبوتنيك في” إلى جانب “سينوفاك” الصيني ابتداء من شهر شتنبر 2021، وهو الأمر الذي لم يتم على أرض الواقع.