في خطوة تعكس تصاعد التعاون الأمني الدولي، وقّع المغرب والهند، امس الاثنين، مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الدفاعية بين البلدين، وذلك بمناسبة الزيارة الرسمية الأولى لوزير الدفاع الهندي راجناث سينغ إلى المملكة، حيث التقى بنظيره المغربي عبد اللطيف لوديي.
هذه المذكرة تضع إطاراً مؤسسياً واسعاً للتعاون في مجالات الدفاع، يشمل تبادل الخبرات والتدريب العسكري، وتطوير القدرات الصناعية والتكنولوجية، مع تركيز خاص على مكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والدفاع السيبراني.
وشهدت الزيارة حدثاً بارزاً تمثل في تدشين مصنع Tata Advanced Systems Maroc بمدينة برشيد، المخصص لإنتاج المركبة القتالية المدرعة Wheeled Armoured Platform (WhAP) 8×8، ليعدّ أول استثمار دفاعي صناعي هندي بالقارة الإفريقية. وأكد الوزير الهندي أن هذا المشروع يمثل منعطفاً استراتيجياً يعكس توسع الصناعات الدفاعية الهندية عالمياً، ويجسّد مرحلة جديدة من التقارب بين نيودلهي والرباط، مستحضراً اللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عام 2015 الذي أسس لشراكة متينة.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن رؤية المغرب الرامية إلى تنويع وتعزيز شراكاته الدولية في مجالي الأمن والدفاع، بما يرسخ الاستقرار الإقليمي ويعزز التعاون المتعدد الأطراف مع شركاء إستراتيجيين. ومن المنتظر أن تعطي هذه الزيارة دفعة قوية للشراكة الدفاعية بين المغرب والهند، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الصناعي والتكنولوجي في ميدان الأمن والدفاع، بما يحقق مصالح البلدين ويعزز مكانتهما الإقليمية والدولية.