وصل الصراع بين الدب الروسي والولايات المتحدة الأمريكية حول القارة السمراء، حدودا أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للسلم والاستقرار العالميين، في ظل تدهور النفوذ الفرنسي والاسباني بالقارة.
فـ”الحرب” بين الطرفين، وصلت مرحلة كسر العظام، ومحاولة تدمير المصالح الاستراتيجية لكل من الدولتين.
في هذا الإطار، وجهت السفيرة الأمريكية بنواكشوط “سينثيا كيرشت”، في الأيام القليلة الماضية رسالة عاجلة إلى وزير الخارجية الموريتاني “محمد سالم ولد مرزوك”.
وحسب ما جاء في الرسالة التي وصفها المتتبعون بالمهمة، فواشنطن تنظر لنواكشوط كشريك استراتيجي مهم في منطقة غرب المتوسط، وتهتم بتنمية العلاقات بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك بينهما.
لتعود السفيرة الأمريكية وتقول في رسالتها:”لكن ما يثير قلقنا هي التقارير التي توصلت بها واشنطن حول مخطط روسي مدروس للتمدد نحو موريتانيا وساحل المحيط الأطلسي وهذا سيكون بمثابة تهديد استراتيجي للجناح الجنوبي للحلف الأطلسي ونخص هنا بالذكر جزر الكناري الإسبانية”.
وأضافت الرسالة، أن الجانب الأمريكي توصل بمعلومات، مفادها أن السفير الروسي بنواكشوط تواصل مع الرئيس الموريتاني “محمد الغزواني”، وأخبره بالاستعداد الروسي الكامِل لتزويد موريتانيا بالأسلحة، بما فيها الثقيلة، على غرار ما فعلته مع مالي.
كما أكدت المسؤولة الأمريكية، على أن ما يعزز التعاون بين روسيا وموريتانيا، هو الاتفاقية العسكرية التي أبرمتها نواكشوط مع موسكو في يونيو 2021، حيث “ستعتمد عليها روسيا بشكل كبير لتقوية نفوذها في بلدكم سيادة الوزير المحترم وهذا يمثل تهديدا مباشرا للجناح الجنوبي لحلف الناتو”.
بالمقابل، شددت السفيرة الأمريكية على أن حلف الناتو كلف واشنطن لتتباحث مع نواكشوط في مسألة إنشاء قاعدة عسكرية في موريتانيا، وفي حال موافقة السلطات الموريتانية، ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية فورا بالرفع من حجم المساعدات العسكرية والاقتصادية لموريتانيا، تقول الرسالة.
وأوضح ذات المصدر الديبلوماسي، أن حلف الناتو سيقوم بتدريب الجيش الموريتاني، والرفع من كفاءاته القتالية، والعمل على حماية موريتانيا من أي عدوان خارجي.
كما تعهدت سفارة أمريكا بموريتانيا، في حالة قبول الموريتانيين بإنشاء قاعدة عسكرية فوق أراضيهم تابعة لحلف الناتو، بالرفع من عدد التأشيرات سواء الطبية أوالدراسية، وحتى السياحية، للمواطنين الموريتانيين، كما سترفع أمريكا من قيمة المساعدات الموجهة للفقراء في جميع ربوع التراب الموريتاني، وفق ما جاء في نص الرسالة المذكورة.