عادات وتقاليد عيد الفطر في الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية

هيئة التحرير9 أبريل 2024آخر تحديث :
عادات وتقاليد عيد الفطر في الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية

الساحل بريس :

يشهد الجزء الجنوبي من المملكة أي الأقاليم الصحراوية إقبالا كبير جداً على الأسواق في الأيام التي تسبق عيد الفطر ، وتنشط حركة التجارة بشكل كبير جداً ، وفي هذه الأيام يكثر حديث التجار التقليديين عن مشتريات الساكنة الصحراوية في أيام هذا العيد.

إنَّ الاحتفال بالعيد عموما في الأقاليم الجنوبية عادة باقية لم يبتعد عنها ساكنة المناطق الجنوبية من المملكة المغربية ، حتى في الصعاب والشدائد، واليوم تتقدم تقاليد وعادات العيد فيها، وهناك عادات جديدة تتخطى الجانب الإسلامي والاجتماعي إلى الترفيه وألوان الترويح الزاهية عن النفس . وكباقي المجتمعات العربية والمسلمة الأخرى، يحرص ساكنة الأقاليم الجنوبية على أداء صلاة العيد، وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء.

ورغم ميل الكثير من الشباب إلى الملابس العصرية ، تنتشر لدى الكثير من الفئات المجتمعية الأخرى الملابس التقليدية والشعبية خلال أيام العيد، فـ”الدراعة” هي الأكثر استخداماً عند الرجال خلال أيام العيد، و”الملحفة” هو زي المرأة سواء في العيد أو العمل، ولا تزال المرأة الصحراوية تفضلها، بحيث تمتاز الملحفة الصحراوية بالألوان.

ويمكن للسيدات في الأقاليم الجنوبية أن يخترن اللون والنوع اللذين يوافق ذوقهن، وهذه الأساليب ساعدت المرأة الصحراوية على “مواكبة” عاداتها القديمة مع مقتضايات الموضة وضروراتها.

عادات الاحتفال في العيد لدى ساكنة الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية :

تنقسم الأسرة الصحراوية في أنواع الاحتفال بالعيد، كل حسب عمره ومسؤوليته التي يستطيع القيام فيها؛ فالأب يكون مشرف على عملية إخراج زكاة الفطر والذهاب إلى الصلاة في وقتها المحدد، يكون ذلك بالإضافة إلى توفير مستلزمات الاحتفال بعد الصلاة، وتبدأ الأسرة الصحراوية عادة في وضع مائدة بها أنواع عدة من المشروبات والحلويات تقدم للزائيرين خلال يوم العيد ، ويكون خلال الظهيرة ما يطلق عليه “أفشاي ” أو “شية المرجن” وهو طبق من اللحم تعلوه الكبدة و يكون مختلف عن الوجبات العادية ،حيث يبدأ موعده عند الصحراويين بعد صلاة الظهر ، وتتبعه عادة وجبة من الأرز واللحم ، بإعتبار أن اللحوم الحمراء لازمة وثابتة في المطبخ الصحراوي خاصة خلال المواسم والأعياد.

المشروب المفضل لدى ساكنة الأقاليم الجنوبية هو شراب “الزريݣ”، وهو عبارة عن خليط من الماء واللبن الرائب معاً، فضلاً عن معلبات العصائر والفواكه بالنسبة للأسر المتوسطة والغنية ، ولا بد من الزيارات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء ، حيث تعتبر عادة راسخة في الأعياد الدينية ، وكذلك تبادل التهاني بالعيد وطلب السماح .

وبمناسبة العيد ، يفضل الكثير من ساكنة هذه الربوع الخروج إلى أماكن الألعاب الترفيهية والأماكن التي تقام فيها الحفلات الترفيهية والفنية في أيام العيد . ومن العادات الاجتماعية الراسخة كذلك ، للمرأة حديثة الزواج في وقت العيد، يتم إرسال الزوجة لبيت “أهل العريس” لتقديم مجموعة من الملابس والهدايا الرمزية، إلى أسرة الزوج عنواناً للكرم بين الأصهار، ويتحمل الزوج التكاليف غالباً.

وخلال هذه المناسبة الدينية ، تذهب النساء إلى الأسواق لشراء الملابس والحلي بمختلف أصنافها وأنواعها، فيما تحرص أكثر النساء الصحراويات على الرسومات التقليدية و”الضفيرة” وزيارة مراكز العناية بالنساء تحضيراً للعيد، أما بالنسبة للشباب، يفضل غالبيتهم قضاء العيد مع الأسرة أول النهار. وفي المساء، يذهبون إلى مراكز الترفيه والمشاريع التقليدية المترامية خارج المدن ، فيما يفضل البعض الجلوس بالمقاهي أو المشي مع الزملاء بالشوارع الرئيسية لإظهار الدراعة الملبوسة و تبادل التحايا والسلام مع أبناء المدينة وطلب السماح .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة