عجل جوزيف بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، اليوم الأربعاء، بتوضيح التصريحات التي صدرت عنه أمس الثلاثاء للتلفزيون العمومي الإسباني، بخصوص موقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، والذي حظي بإشادة من الخارجية الجزائرية وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، بسبب استعماله عبارة “الشعب الصحراوي”، وربطه تنزيل المقترحات المتعلقة بهذا الملف بـ”إرادة” الصحراويين.
بوريل، وهو أيضا وزير الخارجية الإسباني الأسبق، أجرى مقابلة اليوم مع وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي”، حيث أكد أن موقف حكومة بيدرو سانشيز “لا يتعارض” مع ما يدافع عنه الاتحاد الأوروبي، كما أنه “يتناسب تماما” مع الموقف المشترك للدول السبعة والعشرين، مبرزا أن رئيس الحكومة الإسباني أعرب عن تفضيله لحل معين يعتبره الأنسب لهذه القضية، على اعتبار أن الحكومة الإسبانية أشارت إلى أن اعتماد الحكم الذاتي يجب أن يتم بتوافق بين أطراف النزاع.
وأعرب بوريل، الموجود حاليا في مدينة سانتاندير شمال إسبانيا، عن احترام الاتحاد الأوروبي للمواقف التي تعبر عنها الدول، كما أن مدريد حين عبرت عن تفضيلها خيار الحكم الذاتي لم تتعارض مع الاتحاد، الذي يدافع على أن إنها مشكلة الصحراء يكون بحل متوافق بشأنه بين أطراف النزاع، وفي إطار قرارات الأمم المتحدة”، مبرزا أن هذا الأمر يتوافق بشكل خاص مع عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا الذي يحظى بدعم أوروبي.
وكان بوريل قد قال، خلال استضافته من طرف التلفزيون الإسباني، جوابا على سؤال بخصوص مدى دعم الاتحاد الأوروبي لإسبانيا في موقفها الحديث من قضية الصحراء، إن الاتحاد الأوروبي لا يتدخل في السياسات الخارجية للدول الأعضاء، وأنه يدعم قرارات الأمم المتحدة بخصوص هذا الملف، لكن ما تسبب في تأول تصريحاته هو ربطه لتنزيل مقترح الحكم الذاتي بموافقة “الشعب الصحراوي”، الأمر الذي سارعت الجزائر و”البوليساريو” إلى الترحيب به.
وذهبت الخارجية الجزائرية بعيدا في تفسير هذا الكلام، حين قال عمار بلاني، الذي تصفه بالمبعوث الخاص المكلف بالدول المغاربية وقضية الصحراء، إن تصريحات بوريل تمثل “ردا حاسما ومباشرا” على خطاب الملك محمد السادس يوم السبت الماضي بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الملك والشعب، مشيرا إلى استخدامه عبارة “الشعب الصحراوي بدل سكان الصحراء”.
وفي خطابه الأخير قال العاهل المغربي، إنه أمام التطورات الإيجابية التي شهدها ملف الصحراء،و التي تهم دُولا من مختلف القارات، “أُوجه رسالة واضحة للجميع، إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، لذا، ننتظر من بعض الدول من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”.