يقول الإمام الشافعي “إن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب “
ويقول فولتير “أنا مستعد أن أدفع حياتي ثمنا للدفاع عن رأي اختلف معه “
إذا كان الناس متساوون في لحظة الموت فإنهم مختلفون بمعنى التعددية والتنوع حيث أن الحقوق والقوانين واحدة ،وفي ظل الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم في زمننا المعولم أصبح لقيم التعايش المشترك قيمة أساسية بفضل انفتاح الإنسان على الاخر ولكون كذلك أن العالم أصبح قرية صغيرة .
وأصبحنا في حاجة ماسة إلى التعايش من داخل ثقافة الاختلاف ،باعتبار تلاقح الثقافات والمعتقدات التي رسختها لنا التجارب المقاربة بفضل التطورات التكنولوجية التي نعيشها اليوم ،دون أن ننسى أنها أصبحت قيمة مركزية ،وازدادت أهميتها مع انتشار الفكر الديمقراطي في العديد من بلدان العالم سواء منها المتقدمة أو الصاعدة ،وبالرغم مع أن الديمقراطية كتربية وممارسة مازالت تشوبها العديد من الشوائب بفضل الصراعات والنزاعات التي يعرفها المجتمع الدولي وبفضل منطق الصراع الذي تفرضه الدول القوية في إطار هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والمعلوماتية والمعرفية ،بالرغم من ذلك فإن النقاش العمومي ازداد مع فضاءات التواصل الاجتماعي وبالتالي أصبح الحس النقدي حاضرا في مختلف البلدان ،سواء تعلق الأمر بالسياسات العمومية أو النقاشات السياسية والثقافية وتجاوزت هاته النقاشات البعد الجغرافي ،إلا أن العديد من البلدان العالمثالثية مازالت تؤرقها هاته الإشكالية بفضل هيمنة الشعبوية داخل مشهدها السياسي وغياب الوعي المجتمعي للعديد من قضاياها ومشاكلها المعقدة حيث نجد أن الكثيرين لا يجدون حرجا في الحديث بلكنة كلها جزم وقطع ويقين لايتركون معها مكانا لشيء اسمه الرأي المخالف وكأنهم أعرف العارفين والمزعج هو أن يصبح الرأي المخالف عقيدة مجتمعية ،لأن ذلك لايمكن أن يكون سوى مراة لخلل معين في الفكر الجمعي لمجتمع معين ،وهنا يجب مساءلة مناهجنا المدرسية ،إن هيمنة الفكر الواحد ثقافة واحدة و لغة واحدة مسألة لم تعد مقبولة في عصرنا المعاصر ،و هو علامة من علامات التخلف وكما أكد الكاتب ستيفان كوفي “إن أعظم مشكل نواجهه ونحن نتواصل هو أننا لا ننصت لكي نفهم ،بل ننصت لكي نجيب “.
أن ترسيخ ثقافة الاختلاف يمكنها أن تعطينا مجتمعا بفكر تعددي ويمكن أن تكون مدخلا لترسيخ تنوع ثقافي وتماثل اجتماعي من شأنه أن يحقق لمجتمعاتنا الازدهار والنمو .
إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل