في قلب العاصمة القطرية الدوحة، وعلى وقع أصوات الانفجارات، نجت قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس من محاولة اغتيال مفاجئة، أثارت موجة صدمة وقلق غير مسبوق في أروقة السياسة الدولية.
مصادر قيادية في الحركة أكدت للجزيرة أن الوفد الرفيع المستوى، برئاسة خليل الحية، كان يناقش مقترحًا أميركيًا قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، عندما استهدفه ما وصفته الغارات الإسرائيلية المباشرة. “نجونا بأعجوبة”، يقول أحد المصادر، في لحظة مشحونة بالخوف والدهشة، موضحاً أن الاستهداف كان دقيقًا ومباشرًا، ليكشف حجم التوترات الإقليمية المتصاعدة.
الدوحة، التي تحرص على تقديم نفسها كملاذ آمن في المنطقة، سارعت وزارة الداخلية إلى تهدئة الرأي العام، مؤكدة أن “الأصوات التي سُمعت ناتجة عن استهداف مقر سكني تابع لحركة حماس”، وأن الأجهزة الأمنية باشرت عملها لضمان الأمن والسيطرة على الوضع.
وزارة الخارجية القطرية لم تتردد في إصدار بيان شديد اللهجة، أدانت فيه ما وصفته بـ”الهجوم الجبان”، مؤكدة أن الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا لأمن وسلامة السكان والمقيمين، وأن الدوحة “لن تتهاون مع أي مساس بسيادتها”.
في المقابل، لم يتأخر الرد الإسرائيلي، حيث أعلن الجيش تنفيذ عملية وصفها بـ“الجراحية الدقيقة” ضد قيادات حماس، بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك). مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد أن العملية جاءت بمبادرة إسرائيلية مستقلة، متحملاً مسؤوليتها بالكامل، في حين تتزايد المطالب الدولية بمحاسبته على ما وصفته تقارير حقوقية بجرائم حرب في غزة.
بين صرخات الدهشة وصرامة البيانات الرسمية، يبقى السؤال المقلق: كيف ستتعامل الدبلوماسية الإقليمية والدولية مع هذا التصعيد المباشر في قلب عاصمة عربية، وهل ستنجح محاولات التهدئة قبل أن يتحول الخطر إلى مواجهة أوسع؟