وجدت العديد من شركات الطيران نفسها في ورطة بسبب قرار الحكومة المغربية تمديد أغلاق مجالها الجوي مع 17 دولة، بسبب محاولاتها تطويق انتشار فيروس كورونا وتحديدا النسخة المتحورة منه، حيث ستكون مضطرة لإعادة مبالغ الآلاف من التذاكر لأصحابها بعدما أصبحت إمكانية التأجيل منعدمة نتيجة المدة الطويلة الفاصلة بين مواعيد الرحلات الأصلية وبين تاريخ عودة النشاط الجوي، بالإضافة إلى انتفاء سبب السفر بالنسبة للكثيرين نتيجة الإغلاق.
وكانت مجموعة من شركات النقل الجوي قد شهدت إقبالا متزايدا على اقتناء تذاكر الرحلات الجوية صوب المغرب خلال الأسابيع الماضية، من طرف مواطنين مغاربة مقيمين بالخارج كانوا يأملون رفع الإغلاق المفروض على المجال الجوي مع اقتراب شهر رمضان، من أجل قضاء جزء من موسم الصيام مع عائلاتهم في المغرب أو تمهيدا لاحتفالهم بعيد الفطر هناك، وهو ما أدى إلى عودة الحيوية للعديد من الخطوط التي تربط دول الإقامة بالمملكة بشكل مباشر، وخاصة فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا.
ووفق ما أورده موقع “بريفيرينسيا” المتخصص في أخبار السياحة، فإن عدد التذاكر التي يتوجب على شركات النقل الجوي إرجاع أثمنتها للزبناء يُقدر بالآلاف، واصفة الإجراء المغربي بأنه كان “خبرا مروعا لمجال الطيران التجاري المتضرر بالفعل”، وأضافت أن قرار تمديد الإغلاق مثل “ضربة جديدة لشركات الطيران”، وخصت بالذكر شركة الطيران الإسبانية “إيبيريا” والخطوط الجوية الفرنسية “إير فرانس” والشركات منخفضة التكلفة مثل “العربية للطيران” و”رايان إير” و”إيزي جيت”، إلى جانب الخطوط الملكية المغربية.
وكانت الرباط قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن إجراءات احترازية مشددة في رمضان شملت حظر التجول الليلي، ويوم أمس الجمعة أعلنت الخطوط الملكية المغربية استمرار تعليق الرحلات الجوية مع 17 دولة، ويتعلق الأمر بفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا، إلى جانب البرتغال وألمانيا والمملكة المتحدة وسويسرا وتركيا، ومن خارج أوروبا مصر والجزائر والكاميرون ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وغانا.
وسبق للحكومة أن ضمت إسبانيا وفرنسا إلى قائمة الدول التي تغلق معها حدودها الجوية ابتداء من 30 مارس الماضي، وذلك لمنع وصول المسافرين خلال عطلة “أسبوع الآلام” كون الأمر يحمل تهديدا بتسلل حالات جديدة لفيروس كورونا المتحور، وهو ما قررت تكراره خلال شهر رمضان وعطلة عيد الفطر، وهي الفترة التي تعرف خلالها مطارات المملكة نشاطا ملحوظا.
