رسم تحقيق مصور لصحيفة “لوموند أفريك” الذي جاء تحت عنوان “الوجه الخفي للطماطم المغربية”، صورة قاتمة عن حجم الأزمة البيئية التي باتت تقض مضجع منطقة سوس بأكملها، بسبب الأرقام القياسية التي سجلتها معدلات تصدير مادة الطماطم التي تنقل معها الملايين من لترات الماء.
واعتمدت الصحيفة في توثيقها للمعلومات الخفية حسب وصفها في التحقيق الصحفي، البيوت البلاستيكية جنوب مدينة أكادير، إذ تم إنتاج أكثر من نصف الطماطم التي تباع في المتاجر الكبرى الفرنسية، الأمر الذي يأتي بشكل متزامن مع المعركة التي يشنها المزارعون الأوروبيون ضد المنتجات الفلاحية المغربية.
لكن ما أثار انتباه المراقبين والخبراء البيئيين والمهتمين بالشأن الفلاحي بالمملكة المغربية، أن كل كيلوغرام واحد من الطماطم يتطلب حوالي 214 لترا من الماء، وأن البيوت البلاستيكية بالمنطقة المذكورة أعلاه صدرت خلال سنة 2023 حوالي 500 ألف طن من الطماطم إلى أوروبا.
واستفسر المحققون عن “الكيفية التي يمكن لإقليم اشتوكة آيت باها بسوس أن يستمر، بدون ماء، في أن يكون مزرعة لأوروبا”، علما أن المنطقة تعاني من أزمة مائية بسبب تقلص حقينة سد يوسف بن تاشفين.