مراكش تحتضن ندوة دولية حول رهان تفعيل الحكم الذاتي

هيئة التحرير26 يناير 2025آخر تحديث :
مراكش تحتضن ندوة دولية حول رهان تفعيل الحكم الذاتي

إحتضنت مدينة مراكش الأمس السبت 25 يناير ندوة فكرية حول موضوع “قضية الصحراء المغربية: المكتسبات الديبلوماسية و رهان تفعيل الحكم الذاتي” من تنظيم التكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية، والتي تأتي احتفالا بمرور 81 سنة على تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

وشارك في الندوة عدد من الأساتذة والمفكرين من بينهم الاستاذ حسن لحويدك رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب، الذي اكد خلال كلمته ان الندوة تأتي في إطار الاحتفال بذكرى مرور واحد و ثمانين سنة على حدث 11 يناير 1944، الذي يحتل مكانة بارزة في تاريخ المغرب المعاصر ، و الذي لايمكن استيعاب أبعاده دون الرجوع لهذه المحطة الوطنية المفصلية، مشيرا إلى ان هذه الوثيقة تعتبر نقطة تحول أساسية في مسار الكفاح الوطني ضد الاستعمار، ولها أهمية كبرى لفهم التاريخ السياسي والاجتماعي للمغرب الحديث، و تكمن أهمية استحضار ذكرى 11 يناير لدلالاتها في إبراز الوحدة الوطنية ، حيث أكدت الوثيقة على التفاف الشعب حول العرش العلوي المجيد ، و ترجمت عمق وحدة المغاربة بجميع فئاتهم و شرائحهم و مجالاتهم الجغرافية..
وأوضح الحسن لحويدك ان العريضة تؤكد السيادة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية ، حيث أكدت الوثيقة على الهوية الوطنية وتحفيز الحركة الوطنية، وكل هذا مع غيره ، يجعل من هذا الحدث درسا مهما للأجيال الحالية والقادمة بما يرسخ و يعزز فيها روح المواطنة والالتزام تجاه الوطن والدفاع عن ثوابت مقدساته وفاء لشعارنا الابدي الخالد: الله الوطن الملك.
لذلك و من اجل ذلك، اعتبرُ استحضار ذكرى 11 يناير ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل هو فرصة لفهم التحولات الكبرى التي مر بها المغرب، ولتعزيز روح الاستقلال والمواطنة في الحاضر و المستقبل ، وهذا واحد من اسرار كسب ملاحم كفاح العرش والشعب من اجل الحرية و الكرامة و كسب رهان التنمية.

وأضاف رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب ان هذه الروح ، هي التي جعلت الشعب المغربي قاطبة في صف واحد لتحصين المكاسب وتحسين المنجزات.
و هذا الرصيد الوطني حاضر اثناء الحديث ، اليوم ، عن قضية الصحراء المغربية بين المكتسبات الديبلوماسية ورهان الحكم الذاتي.
هذه المنجزات الديبلوماسية ، مرجعها عبقرية جلالة الملك محمد السادس، ادام الله عمره في صحة و هناء ، العبقرية الملكية التي جعلت المملكة المغربية خلال العقود الأخيرة تحقق ولا تزال و ستبقى تحقق مجموعة من المكاسب الدبلوماسية بشأن قضية الصحراء المغربية، يمكن جرد مجمل من بين اهم مكتسباتها ، كالتالي :
* الدعم الدولي المتزايد ، حيث نجح المغرب في كسب دعم العديد من الدول الكبرى لمبادرة الحكم الذاتي ، كحل واقعي وذي مصداقية وجدوائية بلا غالب و لا مغلوب ، و من ضمنها اسبانيا و فرنسا، ولكن في صدارتها الولايات المتحدة الأمريكية ، التي اكيد في عهد الرئيس دونالد ترامب ، سيتعزز اكثر اعترافها السابق بسيادة المغرب على الصحراء في عهد حكمه لولاية ثانية ، اعترافها التاريخي سنة 2020 .
* وهناك افتتاح القنصليات : فقد شهدت حاضرتا العيون والداخلة افتتاح العديد من القنصليات لدول إفريقية وعربية وأمريكية لاتينية، مما يعكس اعترافًا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ، وتثمينها للاوراش التنموية الكبرى المقامه بها ، والعدد طبعا مرشح للارتفاع.
* إفشال أطروحات الانفصال و ذلك بفضل الدبلوماسية الملكية الحكيمة الفعالة ، مدعومة بالديبلوماسية البرلمانية والمدنية والحزبية ، حيث استطاع المغرب تهميش الأطروحات الانفصالية في المحافل الدولية ، وتقليص الدعم الذي كانت تحظى به ، مما جعل أطروحتها الوهمية تعرف تراجعا متناميا في استقطاب من كانت توهمهم بجديتها.
* وهناك دعم الأمم المتحدة : وهو ما تجسد في استمرار العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة ، ما يعكس بجلاء رغبة المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي وواقعي بعيدًا عن النزاعات المسلحة لاسيما ان المحتجزين في مخيمات تندوف سئموا من الاسطوانة المشروخة لبائعي الوهم.

مشيراً إلى أن هناك قناعة جماعية راسخة اليوم بأن رهان الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد و الاوحد لايقاف نزيف معاناة إخواننا وأخواتنا المفروض عليهم الحصار لمدة تشارف نصف قرن من الزمن.

وأكد حسن لحويدك أن العالم اليوم مقتنع، بما لا يدع مجالا للشك ، ان مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 ، يعد حلاً عمليًا إجرائيا قابلًا للتطبيق و هو أعلى سقف تنازلات بلادنا.
جدير بالذكر ، ان هذا المقترح يرتكز على عناصر اهمها :
* إشراك سكان الأقاليم الجنوبية: إذ يهدف الحكم الذاتي إلى تمكين السكان المحليين من إدارة شؤونهم المحلية في إطار السيادة المغربية.
* المرونة والواقعية: فهو يجمع بين احترام الوحدة الترابية للمغرب وخلق نموذج تنموي متكامل للمنطقة.
* التنمية الاقتصادية والاجتماعية: فمبادرة مشروع الحكم الذاتي يتزامن مع استثمارات ضخمة في البنية التحتية في مختلف المجالات لتعزيز استقرار ورفاه المنطقة.
* التأييد الدولي: فهذا المقترح المغربي يعتبر حلاً واقعيًا يحظى بدعم أممي وإشادة العديد من الدول الكبرى بمافي ذلك بعض دول مجلس الأمن الدائمة العضوية كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

مؤكداً أن ما سبق ذكره لا يعفينا من الإعتراف ان هناك تحديات في المستقبل، منها ما يرتبط بإيجاد توافق سياسي دولي ؛ فعلى الرغم من الدعم المتزايد ، يظل التوصل إلى إجماع دولي حول حل الحكم الذاتي تحديًا مما يقتضي مزيدا من التعبئة الوطنية الشاملة ، و تعزيز الجبهة الداخلية ، والتماسك الاجتماعي ، والعزم و الحسم بالانتقال من مرحلة الرد إلى اخذ المبادرة ، ومن مرحلة التدبير إلى التغيير كما أكد على ذلك جلالة الملك محمدالسادس.

وذكر الاستاذ حسن لحويدك بأثير التوترات الإقليمية، حيث استمرار النزاعات في المنطقة المغاربية يشكل عائقًا أمام تحقيق سلام دائم.
و طبعا لابد من اليقظة و التعبئة الوطنية الشاملة و تعزيز العمل الدبلوماسي المستمر الرسمي و الموازي ، ما يستدعي تعزيز الدبلوماسية المغربية لمواجهة الدعاية الانفصالية وضمان استمرار الدعم الدولي.
والجدير بالذكر، يضيف لحويدك ان قضية الصحراء المغربية ليست مجرد قضية حدود ، بل هي قضية وجود ، و اساس الامن القومي المغربي و تمثل رمزًا للوحدة الترابية والسيادة الوطنية واستراتيجية للتنمية .
و الاكيد ، انه بينما يواصل المغرب تحقيق مكتسبات دبلوماسية ، يبقى رهان الحكم الذاتي الحل الأكثر واقعية لضمان استقرار المنطقة وتعزيز التنمية المستدامة.
أيها الحضور الكريم :
لا يخفى عليكم، للاسف الشديد ان النظام الجزائري لازال يتمادى في عدائه للوحدة الترابية للمغرب، ويرفض كل دعوات نداءات المصالحة ، والتطبيع واليد الممدودة ، غير آبه بعلاقات الدين والجوار والعروبة والمصير المشترك ، وتحديات التنمية للأقطار المغاربية الخمس في بناء اندماج وتكامل اقتصاديبين .
فعوض العمل على فتح آفاق تعاون وشراكة شاملتين تخدم الشعبين الشقيقين، فكل سفاراته عبر العالم شغلها الشاغل الرئيسي هو شن الحرب الديبلوماسية العدائية ضد المغرب ودعم اطروح الانفصاليين .
وبطبيعة الحال فحكام الجزائر يكرسون هذا التصعيد من اجل التغطية على فسادهم الإداري والاقتصادي ومشاكلهم الداخلية بغية تصديرها إلى الخارج .
وبالرغم من هذه المواقف العدائية التصعيدية باستمرار اتجاه بلدنا ، وكفعاليات متنوعة ، علينا ان لا نعطي فرصة التصعيد للنظام الجزائري ، بل علينا أن نتمسك بفضيلة الحوار بين الشعبين الشقيقين، وان نكرس عبر إيجابيات كل وسائل التواصل الاجتماعي مع مختلف النخب الجزائرية في كل المجالات ، لأنه اكيد سيكون في اوساط هذه الفعاليات عقلاء يقاسمنا معنا نفس مواقف التقارب والتواصل الإيجابي والجوار الطبيعي البناء خارج عقد النظام الجزائري الجائر الذي ما فتئ بدسائسه واستفزازاته يعمل على غرس العداء بين الشعبين الشقيقين .
وحري بحكام الجزائر أن يفهموا الدرس من التاريخ من تقارب وتوحد العديد من الدول رغم نشوب حروب طاحنة فيما بينها بعد الحرب العالميةالثانية ، كالاتحاد الأوروبي على سبيل المثال لاالحصر .

واشاد الأستاذ حسن لحويدك بهذه الندوة المباركة التي تتمحور حول قضية الصحراء المغربية : ” المكتسبات الديبلوماسية و رهان تفعيل الحكم الذاتي.. الدلالات و الابعاد ” ، مؤكداً أنه من اللازم ان نستحضر بالمناسبة الخطاب الملكي السامي الموجه إلى أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشر، وهو الخطاب التاريخي الذي يعد منعطفا حاسما يؤسس لدبلوماسية متعددة المسارات حول الترافع عن مغربية الصحراء في المحافل الدولية ، بمنهجية جديدة ، ترتكز على صون مكتسبات قضيتنا الوطنية الأول ، في إطار من التكامل بين أعضاء البرلمان والقوى الحية من أجل صيانة الوحدة الترابية والوطنية .
فقد تمحور مضمون الخطاب الملكي كاملا على قضية الصحراء المغربية ، حيث أبرز المكتسبات والتطورات لهذا الملف ، والمواقف الإيجابية الهامة لعدد من الدول الكبرى والصديقة خلال الآونةالأخيرة ، خصوصا تلك الصادرة عن كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الإشادة بالمنجزات التنموية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية للمملكة ، وإقدام دول صديقة وشقيقة على افتتاح قنصليات بها، في كل من العيون والداخلة .
خطاب له دلالات عميقة ، رسم من خلاله جلالة الملك خارطة طريق واضحة المعالم لتعزيز الجبهة الداخلية قصد التسوية النهائية لهذاالنزاع الإقليمي المفتعل الذي طال أمده، وبالتالي على الفعاليات بمختلف مشاربها أن تؤسس لإطار منظم جديد بشأن الترافع الديبلوماسي البناء لكسب المزيد من الاعترافات بمغربية الصحراء ، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي .
ولتحقيق هذا الرهان، كما أكد على ذلك جلالة الملك ، ينبغي المزيد من التنسيق بموارد بشرية مؤهلة مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص لاختيار الوفود سواء في اللقاءات الثنائية أو في المحافل الجهوية والدولية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن زخم الاعترافات بمغربية الصحراء من طرف قوى كبرى والتأييد الواسع للمنتظم الدولي بمبادرة الحكم الذاتي ، يرجع فضلها للدبلوماسية الملكية الرصينة ،خصوصا بعدما أعربت دول تتوفر على عضوية دائمة بمجلس الأمن مواقف داعمة للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وفي هذا المضمار ، ومواكبة لهذه الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك لتعزيز الدينامية الإيجابية في قضية الصحراء المغربية، ينبغي من كل الفعاليات الوطنية أن تتبنى مقاربة جديدة للانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير ، وبذل مجهود أكبر لمواصلة التعريف بعدالة وشرعية قضيتنا الوطنية الأولى ، والتصدي لمناورات واستفزازات خصوم الوحدة الترابية .
وهذه مسؤوليتنا جميعا ..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة