في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، شرع المغرب في استيراد القمح اللين من الولايات المتحدة، مستفيدًا من الانخفاض المسجل في الأسعار العالمية وتوقعات موسم زراعي عالمي وفير. ويُعد هذا التوجه تحولًا لافتًا عن الاعتماد التقليدي شبه المطلق على القمح الفرنسي، ما يعكس رغبة المملكة في تنويع شركائها وتحصين أمنها الغذائي.
مولاي عبد القادر العلوي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمطاحن، اعتبر هذه المبادرة “بشرى سارة” لقطاع المطاحن، مؤكدًا أن تواصل الانخفاض في الأسعار حتى متم السنة الجارية سيمكن البلاد من تعزيز احتياطاتها الاستراتيجية. وقد أطلقت الدولة برنامجًا تحفيزيًا يهدف إلى دعم التخزين، من خلال منح علاوات تصل إلى 8 ملايين قنطار في أفق نهاية 2025.
ومن شأن هذه الدينامية أن ترفع المخزون الوطني من القمح من مستوى 3 أشهر إلى 6 أشهر، مما يعزز مرونة البلاد في مواجهة التقلبات الخارجية. وأشار العلوي إلى أن الرهان ليس فقط على الكمية، بل أيضًا على جودة المخزون، حيث تتيح المنافسة السعرية الأمريكية للمغرب الحصول على القمح بسعر يقل بحوالي 50 دولارًا للطن مقارنة بالموردين الروس والأوروبيين.
وقد وصلت أولى شحنات القمح الأمريكي إلى الموانئ المغربية، بكمية ناهزت 100 ألف طن، في وقت تُقدّر فيه التوقعات أن يغطي القمح الأمريكي نحو 20% من الحاجيات السنوية للمملكة خلال السنوات القادمة، بالنظر إلى جودته العالية ونسبة الرطوبة المناسبة لمواصفات الطحن والتخزين.
