نواكشوط تحتضن أول منتدى دولي لحماية التراث المغمور بالمياه: القافلة الأطلسية ترسم خريطة جديدة للتعاون العلمي في الساحل الإفريقي

هيئة التحريرمنذ ساعتينآخر تحديث :
نواكشوط تحتضن أول منتدى دولي لحماية التراث المغمور بالمياه: القافلة الأطلسية ترسم خريطة جديدة للتعاون العلمي في الساحل الإفريقي

اختُتمت مساء أمس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، فعاليات الدورة السابعة للمنتدى الدولي للساحل، المنعقدة ما بين 26 شتنبر و3 أكتوبر 2025، تحت شعار:

“المهام الأثرية والتعاون العلمي من أجل حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه والتراث الساحلي في موريتانيا: حالة الساحل في منطقة داخلت نواذيبو.”

ويمثل هذا المنتدى أول مؤتمر دولي من نوعه في موريتانيا يُخصَّص بالكامل للتراث الثقافي المغمور بالمياه، مما يكرّس موقع البلاد كفاعل مركزي في حماية التراث الإفريقي الأطلسي، بعد انضمامها سنة 2023 إلى اتفاقية اليونسكو لعام 2001 الخاصة بصون التراث الثقافي المغمور بالمياه.

🔹 انطلاقة علمية من المغرب نحو عمق الأطلسي

المنتدى جاء في إطار دينامية القافلة الأطلسية للتراث البحري، التي أُعلن عنها من لشبونة في ماي 2025، والتي انطلقت مرحلتها الأولى من المملكة المغربية نحو موريتانيا، على أن تشمل لاحقًا السنغال والرأس الأخضر، في مسار يجسد رؤية إفريقية موحدة لتعزيز التعاون العلمي وصون التراث البحري.

ونُظّم المنتدى بشراكة بين وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتانية، ممثلةً في المحافظة الوطنية للتراث الثقافي، وجمعية السلام لحماية التراث البحري، بمشاركة مؤسسات علمية وبحثية من أوروبا وإفريقيا.

🔹 مشاركة علمية وازنة وشخصيات مرجعية

عرفت هذه الدورة حضور نخبة من أبرز الخبراء الدوليين في مجال الآثار البحرية، من بينهم:

جون إيف بلو، مكتشف حطام السفينة الفرنسية لا ميدوز سنة 1980،

القبطان أوغوستو سلغادو، مدير المتحف البحري بلشبونة،

الدكتور خوسي بيتنكور، مدير المركز الوطني للتراث المغمور بالبرتغال،

الدكتور فيليب كولترمان (ألمانيا)، المشرف على مشروع جزيرة أرغين،

إلى جانب باحثين من الرأس الأخضر والسنغال وممثلين عن اليونسكو.

🔹 نواذيبو.. قلب الحدث

احتضنت مدينة نواذيبو الانطلاقة الرسمية للمنتدى، حيث أشاد والي جهة داخلت نواذيبو، السيد ماحي ولد حامد، بأهمية هذا الحدث العلمي، مثمناً دوره في تطوير البحث الميداني وحماية التراث الساحلي.
كما عُقدت ندوة علمية كبرى بفندق الدلفين، افتتحها المحافظ الوطني للتراث، السيد بحام محمد لغظف، بحضور وفود رسمية وأكاديمية، وشهدت مداخلات وعروضاً علمية رصينة من القافلة الأطلسية حول التراث الساحلي لموريتانيا.

🔹 رحلة ميدانية إلى جزيرة أرغين

في واحدة من أهم محطات المنتدى، نُظّمت مهمة أثرية ميدانية إلى جزيرة أرغين، بالتعاون مع الحظيرة الوطنية لبنك أرغين، لتوثيق المواقع الأثرية والمعالم التراثية النادرة.
وقد ساهمت الأبحاث المنجزة في تحديد دقيق لموقع حطام سفينة “لا ميدوز”، بفضل التنسيق بين البحرية الوطنية الموريتانية، والمحافظة الوطنية للتراث الثقافي، وفريق القافلة الأطلسية.
العملية تمّت على متن سفينة الطوافة “تنبدغة P632” بقيادة المقدم البحري محفوظ همد، الذي أشرف على الجوانب اللوجستية والميدانية بكفاءة عالية.

🔹 من نواكشوط إلى اليونسكو

اختُتمت الأنشطة بندوة في نواكشوط، عُرضت فيها نتائج المهام الميدانية أمام مكتب اليونسكو للتراث المغمور بالمياه، كما زارت البعثة المتحف الوطني الموريتاني، الذي تسلّم اللقى الأثرية المكتشفة.
وفي ختام المنتدى، استقبل وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان والناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، وفد القافلة الأطلسية، حيث تم تكريمه تقديراً لدور الوزارة في إنجاح هذه النسخة المتميزة.

🔹 نتائج وتوصيات المنتدى

خلصت أشغال المنتدى إلى مجموعة من التوصيات المحورية، من أبرزها:

1. توثيق وصون التراث المغمور بالمياه من خلال المسح والجرد العلمي.

2. تعزيز التعاون الإقليمي بين دول الساحل الأطلسي.

3. إبراز الأهمية الأثرية لجزيرة أرغين وحطام “لا ميدوزا”.

4. إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحماية.

5. إطلاق برنامج إقليمي موحد للتراث المغمور يتماشى مع أهداف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات (2021–2030).

🔹 تتويج وتطلع نحو المستقبل

اختُتم المنتدى بإعلان استضافة السنغال للنسخة الثامنة سنة 2026، مواصلةً لمسار القافلة الأطلسية في بناء جسور التعاون العلمي والثقافي بين دول الساحل الأطلسي.
وقد حظيت هذه النسخة بدعم واسع من القطاعين العام والخاص، من بينها شركة Nautel البرتغالية، وفندق الدلفين بنواذيبو، إلى جانب منظمات المجتمع المدني الموريتانية، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بحماية التراث البحري والمغمور بالمياه في إفريقيا الأطلسية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة