هل يكون استقطاب لاعبين دوليين للعب في الدوري السعودي بهدف التسويق لكأس العالم 2034 ؟

هيئة التحرير28 أغسطس 2023آخر تحديث :
هل يكون استقطاب لاعبين دوليين للعب في الدوري السعودي بهدف التسويق لكأس العالم 2034 ؟

في إطار سعيها الحثيث لتطوير وتنويع اقتصادها وصورتها عالمياً تعمل المملكة العربية السعودية منذ أشهر ، على خطط لاستقطاب أشهر لاعبي كرة القدم الدوليين إلى أنديتها المحلية بصفقات تحمل أرقاماً مالية خيالية.

وإضافة إلى ضم النجم كريستيانو رونالدو في ديسمبر من العام الماضي، إلى نادي “النصر”، تم إستقدام لاعبين كبار آخرين، بينهم النجم الفرنسي كريم بنزيما، والبرازيلي نيمار ، والجزائري محرز ، إضافة الى الحارس المغربي المتألق بونو .

ويبدو أن هذه التعاقدات ، أتت ضمن خطة تسعى من خلالها المملكة لتطوير رياضة كرة القدم فيها، وفي الوقت ذاته لفت أنظار محبي هذه اللعبة حول العالم إليها في إطار خططها لتعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد وترك الاعتماد على عائدات النفط الخام.

وتستهدف السعودية استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، وذلك ارتفاعاً من 62 مليوناً في الوقت الحالي، لتكون بذلك بين أكثر 5 دول استقطاباً للسياح في العالم، وفي حال حدوث ذلك ستصبح مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 10% ارتفاعاً من 3% حالياً وبمبلغ 169 مليار دولار.

وفي 2 يونيو الماضي ، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن السعودية وضعت خطة مدعومة من أعلى المستويات في البلاد وممولة من صندوق الثروة السيادية، من أجل تحويل الدوري المحلي لكرة القدم إلى وجهة لأفضل المواهب الكروية في العالم.

وقالت الصحيفة إن السعودية تسعى لجذب بعض أشهر لاعبي كرة القدم في العالم للانضمام إلى رونالدو الذي يلعب في دوريها الوطني.

وأضافت أن قوائم بأسماء اللاعبين المستهدفين وُضعت بالفعل وجرى أيضاً تأمين التمويل اللازم لذلك.

ولتحقيق ذلك ، تشير الصحيفة إلى أن الأندية السعودية تواصلت بالفعل مع اللاعبين الذين قبلو بفكرة الانتقال إلى المملكة من خلال عرض رواتب سنوية عليهم هي الأعلى في تاريخ الرياضة.

وبينت أن مثل هذه الصفقات تطلبت أكثر من مليار دولار لأجور نحو 20 لاعباً أجنبياً.

وتضيف الصحيفة أن كثيراً من الأموال المستثمرة بالدوري والأندية في الآونة الأخيرة جاءت من صندوق الثروة السيادي، الذي يرأسه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

تقول وكالة “فرانس برس” بتقرير نشرته في مايو الماضي، إن الاستثمار في رونالدو وغيره من اللاعبين كعامل جذب للسياحة، سيكون من خلال وجودهم داخل وخارج المستطيل الأخضر، فمن ناحية سيأتي محبوهم في المنطقة لمشاهدتهم، ومن ناحية أخرى ستكون كل حركاتهم وصورهم خارج المستطيل الأخضر بمنزلة دعاية وإعلان للسعودية.

وكدليل على ذلك ذكرت الوكالة، أن الدوري السعودي احتل حيزاً كبيراً من اهتمام الصحافة الرياضية العالمية، كما أن تحركات اللاعبين الدوليين باتت ترصدها الصحافة بشكل دقيق داخل المملكة؛ ما يعني دعاية مجانية للسياحة في الدولة العربية التي بدأت تنفتح اجتماعياً واقتصادياً وتخفف القيود المحافظة التي ظلت لعقود طويلة.

يقول المحللون والصحفيون الرياضيون ، إن انعكاسات إيجابية عديدة سيتركها انضمام اللاعبين مثل رونالدو و نيمار محرز وبنزيمة وبونو … ، إلى الساحرة المستديرة بالسعودية وبالفعل كانت صفقاتهم رابحة.

إن وجود هؤلاء اللاعبين المتألقين دوليا في السعودية سيسلط أنظار عشاق كرة القدم في العالم، من أوروبا إلى أمريكا والدول العربية ومناطق أخرى، نحو الدوري السعودي، الأمر الذي يزيد عوائد الحملات الإعلانية والأرباح ، بإعتبار أن لهذا الانضمام انعكاساته الكبيرة على صعيد الفئات العمرية، حيث إن السعوديين الصغار سيتعلقون أكثر بكرة القدم، وستأخذ اللعبة حيزاً كبيراً من اهتمامهم، الأمر الذي يدفعهم نحو إظهار إمكانات أكثر وعكس مواهب جديدة تظهر في الدوري السعودي خلال السنوات المقبلة.

كما ستكون هناك منافسة قوية بين نوادي الدوري السعودي لاسيما النصر والهلال ، ما يزيد من قوة الدوري السعودي ويرفع كفاءة اللاعبين فيه.

وعلى صعيد مونديال 2034، ربما تكون العقود المبرمة مع اللاعبين تنص على التسويق لكأس العالم التي تسعى السعودية للترشح لاستضافتها ضمن ملف مشترك ممكن أن يقدم مع اليونان ومصر، حسب تقارير سابقة، ويسلط الضوء على التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة، ويدل على حجم الانفتاح والتقدم في تنفيذ رؤية 2030.

وسائل إعلام

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة