يوظفون برمجيات مزورة تمكنهم من الحصول على معطيات للتحكم في البريد الإلكتروني للمستهدفين
تعرضت حسابات مقاولات للاختراق، من قبل قراصنة بواسطة برمجيات مزورة يتم
إرسالها إلى الفئات المستهدفة قصد التحميل، فيتمكن المترصدون من اختراق
الأنظمة المعلوماتية للوحدات المستهدفة ويستولون على بيانات سرية يتم
استغلالها لاحقا.
وأكدت مصادر “الصباح”، أن قراصنة بعثوا إلى مقاولات عبر بريدها الإلكتروني
المهني رسائل نصية قصيرة، على أساس أنها مرسلة من شركاء تجاريين لها
يطالبونها بتمكينهم من رقم الحساب وبعض المعطيات السرية، لتحويل ما بذمتهم
من مستحقات لها، لكنهم يتمكنون بواسطة هذه الرسائل من الولوج إلى الحسابات
وإجراء عمليات دون علم أصحابها، كما أن بعض محترفي القرصنة المعلوماتية
يرسلون رسائل إلى المستهدفين، على أساس أنها صادرة عن مؤسساتهم البنكية، إذ
تحمل “ترويسة” وشعار المؤسسة البنكية تطالبهم فيها بتأكيد الحساب البنكي
والقن السري للولوج للحساب، فيتمكن القراصنة، بعد الحصول على هذه المعلومات
السرية، من السطو على مبالغ مالية هامة، تقدر بملايير السنتيمات.
وأوضح خبراء أن مجرمي الأنترنيت لا يمكن أن ينجحوا في مهامهم دون مشاركة
المستهدف، الذي لا يتخذ الإجراءات الضرورية للحماية لتفادي مثل هذه
التهديدات، بسبب عدم إلمامه بالمخاطر المحدقة به خلال استعماله لجهازه
وتصفحه صفحات ومواقع على الأنترنيت. وتحدث الهجمات، في الغالب، عندما يخدع
مجرمو الأنترنيت الضحية بإيهامه أنهم يقومون بتنزيل برنامج أصلي ومؤمن.
وأشارت مصادر من شركة متخصصة في الأمن السبيرنيتيكي، إلى أنه سجل ارتفاع في
وتيرة الهجمات من مصادر محلية بالمغرب، وتمثل الفيروسات أغلب الحالات
المكتشفة، التي تتم عبر البرامج الضارة الموزعة عبر وحدة التخزين المحمولة
“يو آس بي” والأقراص المدمجة وأقراص الفيديو الرقمية، وغيرها من الطرق غير
المتصلة. وكشفت الشركة ذاتها أن أزيد من مليون و500 ألف هجوم محلي على
أجهزة الحواسيب، يستخدم أصحابها حلول الأمن المعلوماتي التابعة للشركة.
وهمت هذه الهجمات ما يناهز 53 % من المستخدمين، ما يضع المغرب في الرتبة 61
على مستوى العالم، في ما يتعلق بالهجمات محلية المصدر.
ويشكل الأمن المعلوماتي الهاجس الأول للمسؤولين عن نظام المعلومات
بالمقاولات الخاصة، التي تظل معرضة للاختراق أكثر من مقاولات ومنشآت القطاع
العام. وأكد مصدر من الفدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات أن أزيد من
56 % من المقاولات تتعرض لمحاولات اختراق لأنظمتها المعلوماتية، سواء من
داخل المغرب، أو من الخارج.
وأفادت المصادر ذاتها أن مترصدي الشركات المستهدفة يرسلون تطبيقات للتحميل
بالمجان تقدم خدمات متنوعة أو ألعابا، ومن خلالها يتمكنون من الولوج إلى
المعطيات السرية، ويتحكمون بواسطتها بالجهاز، ما يتيح لهم استخدام البريد
الإلكتروني وكل العمليات، التي تنجز عبر الجهاز، فينجحون في اختراق
حساباتهم البنكية وإجراء عمليات دون علم أصحابها.
ع. ك