إن أكثر ما يعيق نجاحات الشباب هو عاطفيتهم المفرطة، وأسفهم المستمر على الورقات المحترقة ، وظنهم الحسن وكلامهم الجميل المسجع.. وإن صحت نسبة “البيت التالي” إلى الإمام الشافعي فقد سبق وتقدم وأبدع:
“لا يكن ظنك إلا سيئا.. إن سوء الظن من أقوى الفطن.. ما رمى الإنسان في مخمصة.. غير حسن القول والظن الحسن”.
فما قيل في هذا الباب كثير وكثير ، فما يراه الشباب الأن ليس إلا انعكاسا لواقعهم ، فلا بأس من أن يكون ماضيهم نسخة مصغرة من حاضرهم ، غير أن الشقاء الكامل أن يكون حاضرهم أقل تعاسة من مستقبلهم، فما أكثر صبرهم على عشب يبس بعد أن كان مخضرا وما أشجعهم على الطموح لواقع إصفر بعدما كان مخضرا .
إن حال شبابنا اليوم الحالم بغد أفضل يندى له الجبين ، فالشباب الحالم بالاستقلال الذاتي والإزدهار الإقتصادي والتطور الفكري وكذا العمل الإجتماعي، يصحو كل يوم على صفعة واقع أبى إلا أن يحول الحلم الساطع إلى جرم قاتم يدب في سواد الظلام.
فواقعنا اليوم لم يعد ينتج لنا إلا نماذج لشباب اختاروا أقصر الطرق للوصول إلى مبتغاهم ، فالأهم لديهم هو الانتقال من طبقة إلى أخرى لتحسين ظروف عيشهم وتحقيق ما عجزوا عنه ، مهما كلف الثمن ؟
سلبية تتداعى في صفوف الشباب لتجري مجرى الدم في الشريان، فتستحوذ على أفكارهم وتدفع بعضهم لمعانقة العمل في الحرام والتهريب وبيع الأوهام لأناس سئموا العيش المر والكئيب !؟
فرغم إختلاف المعيقات وتفاقم الإشكالات المطروحة تظل ثلة قليلة من الشباب حالمة ومتمسكة بوميض أمل ينير لها الدرب، في تحد مستمر قرروا قيادته بروح تنافسية رغم الإكراهات، فما دامت الإرادة والطموح موجودين فإن محرك الإبداع لا يزال ينتج جيلاً يتحدى كل الصعاب ليتألق في مختلف الميادين، ويكون بذلك مثالاً حياً على التفوق والنجاح.