يقول صمويل كولت ، مخترع المسدس“الآن يتساوى القوي والجبان” ، فرغم إختلاف سياق الكلام إلا أنه يمكن إسقاطه وتوظيفه لتوصيف مخرجات هذه الثورة الرقمية ، فلا يخفى على أحد ، أن هذا الزمن هو زمن وسائل التواصل الاجتماعي ، هذا الأخير الذي عرف تطورات كبيرة وتشعبات كثيرة ، لم تشهدها الحضارات الإنسانية من قبل ، فهو ما فتئ يبرهن أنه ثورة حقيقية قلبت موازين وسائل الإعلام التقليدية رأسا على عقب وتدخلت في شؤون الناس ، وتغلغلت في خلايا المجتمع، وصارت الشغل الشاغل للعالم أجمع.
فالتطور الذي حققته وسائل التواصل الإجتماعي لم تحققه أي وسيلة إعلامية سالفة ، بيد أن هذه الوسائل التي تقدم خدمات لا حصر لها على جميع المستويات ، فالجوانب الإيجابية التي لا تخطئها عين ، يقابلها أيضا بعض الجوانب السلبية التي تبلغ خطورتها في الأحيان إلى حد إرتكاب جرائم السب والشتم، والنصب، ونشر الأخبار الكاذبة والشائعات، والتدخل في خصوصيات الأشخاص وهتك الأعراض .. وهذه الأفعال الإلكترونية المذمومة يطلق عليها التنمر والتهديد والابتزاز ، تكون عبر إستغلال المنصات الاجتماعية للترويج لبعض الأمور التافهة التي لا تصب بالضرورة لصالح الفرد والمجتمع على حد سواء ، وتستخدم وسائل التواصل الإجتماعي في أحيان عدة للشتائم وتراشق الإتهامات بين الأشخاص، عن طريق بث معلومات ليست دائما هادفة أو صحيحة بل فقط لإظهار الذات عند البعض، أو ترويج أكاذيب فقط لكسب لايكات تدر بعض الأرباح أو صناعة محتويات غير مفيدة تمس الحياة الشخصية لأفراد بعينهم ، فالهدف الحقيقي من وسائل التواصل الإجتماعي حاد عن سكته بفعل الطفيليات المشتغلة في صناعة المحتويات التافهة أو المهتمة بفضح لا معالجة وبإنتقاذ لا توجيه وفضح لا ستر …!