دور الجامعة في نشر الفكر النقدي في المجتمع

هيئة التحرير28 أكتوبر 2022آخر تحديث :
دور الجامعة في نشر الفكر النقدي في المجتمع

ليس من شك في أن الجامعة هي منبع للفكر الحر والعقلاني والنقاش الديمقراطي الفعال والمعرفة الأكاديمية الرصينة ،وقد شكلت الجامعة مدخلا للأنظمة الديمقراطية العريقة لرفع مؤشرالتنمية الديمقراطية في الدول المتقدمة ،وكان لها الدور الكبير في ترسيخ الفكر النقدي الحر كل هذا ساهم في بناء نظريات وأطروحات فكرية منذ عصر اليونان ،حيث نجد أن العديد من هاته النظريات لها نبرات استشرافية ،كل هذا ساهم في بناء حضارات إنسانية كان لها الدور البارز في تحرير الإنسانية وإخراجها من براثين العبودية والطغيان ،ولعل الثورة التقنية التي جاءت نتيجة معرفة اكاديمية رصينة متخصصة ونتيجة لتطور العلم والقطيعة الباشلارية التي ساهمت في تطور العلوم الحقة (الرياضيات ،الفيزياء ،علوم الحياة والأرض )وتطور الفكر الابستمولوجي والعلوم الإنسانية وإدخال العديد من المناهج العلمية في العلوم الإنسانية وكان لتأثير الجامعة الدور البارز والمتميز ،والمغرب كغيره من البلدان منذ حصوله على الاستقلال شرع في تأسيس العديد من الجامعات ساهمت إلى حد ما في نشر الفكر النقدي وكان للمنظمات الطلابية الدور الكبير في ذلك ،وبالرغم من ذلك فان الفكر النقدي لم يتم ربطه بالممارسات التربوية والتعليمية .
إن جذور الفكر النقدي تعود بنا الى اللحظة السقراطية التي سعت نحو غاية الرقي بالفلسفة في شكل نقاشات حوارية تشجع على التفكير بطريقة نقدية وقد شكل الامنهج السقراطي أسلوبا فعالا في هذا الباب ،إن مقاربتنا للفكر تأتي في ظل التغير الذي أصبح السمة البارزة لهذا العصر والذي واكب الثورات العلمية في بداية القرن العشرين ،حيث سعى العديد من المفكرين إلى خلق نظام تربوي جديد يتدارس كيفية إغناء بزوغ الطلبة والتلاميذ مهارة التفكير العقلاني السليم وتبدو اليوم أن المدرسة تفرض نظاما لا يتجه صوب الاعتراف بأحقية جعل طلابه قادرين على الإبداع بدل الحفظ أي التحرر من النظام التقليدي للمقررات الدراسية ،؟إن عصر الأنوار شكل صرخة وأعاد الاعتبار ورسى كل المفاهيم المركزية المرتبطة بالتفكير النقدي ولعل موتنسكيو وفولتير وروسو ونظرياتهم شكلت ثورة فكرية ساهمت في بناء الفكر الأنساني إلى جانب الفلاسفة اليويانيين ومفكري الحضارة الاسلامية،وقد أدى ذلك إلى ظهور مفاهيم جديدة من قبيل الديمقراطية ،حقوق الانسان ،الكرامة ،المساواة ،كل هذا جعل المجتمعات اللاحقة وخاصة الاوروبية تعزز مسارها السياسي والتعليمي بإقامة كل شيء على العقل باعتباره ملكة في يد الانسان ،وكما أكد المفكر لبمان ان الحوار والنقاش هما سمات الديمقراطية .

وبالرغم من المكتسبات التي تحققت مع بداية الالفية الثالثة والإصلاحات التي واكبت ميثاق التربية والتكوين من خلال تأكيده على انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي ،ومن خلال كذلك المكتسبات التي كانت مطالب بالنسبة للهيئات والأساتذة الباحثين والمشرفين على البحث العلمي فإن رهانات إصلاح الجامعة لكي تصبح قاطرة للبحث العلمي المبني على الفكر التنويري الذي بواسطته يمكننا أن تساهم الجامعة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد لكي نتغلب على المشاكل المعقدة داخل المجتمع ونصنع مجتمع المعرفة لا مجتمع يعتمد على نظام التفاهة.

إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

المراجع التي تم الاعتماد عليها:
– للمزيد من المعلومات انظر الدكتور محمد هاشمي محاضرات القيت بجامعة محمد الخامس للاداب والعلوم الانسانية بالرباط سنة 2018
– للمزيد من المعلومات انظر الدكتور عبد الواحد الفقهي “الطفل والفلسفة مقاربات نظرية وتجارب تربوية “إفريقيا الشرق .المغرب 2018

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة