بدر شاشا
إنّ تعزيز فعالية العمل في الإدارات العمومية يعتبر أحد المحاور الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أي دولة. وفي المغرب، تبرز أهمية المداومة يومي السبت والأحد في الإدارات العمومية كخطوة ضرورية لتفعيل العمل وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
تُعاني العديد من الإدارات من ازدحام العمل خلال الأيام الأسبوعية، مما يؤدي إلى تراكم الملفات وتأخير إنجاز المعاملات. فإذا تمّ توسيع ساعات العمل لتشمل عطلة نهاية الأسبوع، فإنّ ذلك سيوفر فرصة أكبر للموظفين لإنجاز أعمالهم دون ضغط الوقت، مما ينعكس إيجاباً على أداء الإدارات ويعزز من كفاءة العمل.
تفعيل المداومة يومي السبت والأحد يُمكن أن يُسهم في تقليل الازدحام أمام الشبابيك، حيث يمكن للمواطنين الاستفادة من الخدمات في أوقات أكثر مرونة تناسب جداولهم اليومية. كما يُعزز ذلك من الشفافية ويقلل من ظاهرة المحسوبية، حيث يكون بإمكان الجميع الوصول إلى الخدمات بشكل أسهل وأسرع.
علاوة على ذلك، فإنّ العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي، إذ سيتيح للموظفين فرصة أكبر للتفاعل مع المواطنين وحل مشكلاتهم بشكل مباشر، مما يعزز من الثقة بين المواطن والإدارة. ويعكس ذلك التزام الحكومة بتقديم خدمات متطورة تتماشى مع احتياجات المجتمع.
من ناحية أخرى، يجب على الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الظروف الملائمة للموظفين للعمل يومي السبت والأحد، مثل تعزيز عدد الموظفين وتوفير برامج تدريبية لتحسين مهاراتهم وتلبية احتياجاتهم الشخصية. كما ينبغي العمل على توفير وسائل النقل المناسبة والمريحة لتسهيل تنقل الموظفين والمواطنين على حد سواء.
إنّ اعتماد المداومة يومي السبت والأحد في الإدارات العمومية يمثل خطوة جريئة نحو تحسين جودة الخدمات الحكومية وتعزيز فعالية العمل الإداري. يجب أن تُدرك الحكومة أهمية هذه الخطوة وتبذل جهودًا حقيقية لتنفيذها بما يُحقق المصلحة العامة ويُساهم في بناء مجتمع قوي ومزدهر.