شهدت النسخة السادسة لملتقى الساحل الدولي، التي استضافته الشارقة من 9-10 نونبر، نجاحًا كبيرًا في تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث البحري و التراث الثقافي المغمور بالمياه. وقد تميزت هذه النسخة بتنوع المؤسسات والباحثين من مختلف دول العالم، الذين قدموا أوراقًا بحثية وعروضًا تجسد أحدث التطورات في مجال البحث والاكتشاف في هذا المجال.
ونظمت هيئة الشارقة للأثار هذا المؤتمر بتعاون مع جمعية السلام لحماية التراث البحري التي أسند لها عملية التنسيق العلمي حيث تم اختيار موضوع هذه النسخة :التراث الثقافي المغمور بالمياه التحديات والافاق : سواحل امارة الشارقة نموذجا. كما كان هذا المؤتمر الذي احتضنته جامعة خورفكان، مناسبة للتعرف على ما تزخر به سواحل الشارقة من تراث بحري غني ومتنوع والمجهود الكبير الذ تقوم بالهيئة في حماية هذا التراث، كما تم تسليط الضوء على التراث الثقافي المغمور بالمياه الذي يوثق امتداد الثقافة العربية في اقصى شرق اسيا.
وفي كلمته الإفتتاحية أشاد السيد الدكتور عيسى يوسف مدير هيئة الشارقة للأثار بالتنسيق المتميز الذي يربط الهيئة بجمعية السلام لحماية التراث البحري والذي انطلق بعد نجاح النسخة الخامسة للملتقى التي نظمته الجمعية بالداخلة.
كما نوه الشيخ المامي أحمد بازيد رئيس الجمعية بتنظيم الهيئة لهذ المؤتمر الاستثنائي الذي اعطى بعد جديد لملتقى الساحل الدولي.
قدم أحمد بازيد عرضا حول دور المنظمات الغير حكومية في حماية التراث البحري بالعالم العربي الافريقي: جمعية السلام نموذجا حيث تعتبر جمعية السلام اول جمعية عربية وافريقية تميط اللثام عن التراث الثقافي المغمور بالمياه. وراكمت تجربة على امتداد اكثر من عشر سنوات في هذا المجال ، وفي نفس المجال قدمت منسقة مسار التراث الثقافي المغمور بالمياه بالمعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث، الأستاذة ربيعة حجيلة عرضا حول التجربة المغربية في مستقبل البحث الأكاديمي مجال حماية التراث المغمور بالمياه .
وعلى هامش الملتقى، عقدت الجمعية لقاءات واجتماعات مع عدة هيئات رائدة في التراث البحري، وقعت جمعية السلام اتفاقيات شراكة مع مؤسسات وهيئات كرواتية وبريطانية رائدة في مجال حماية التراث البحري لتبادل التجارب ورفع مستوى القدرات، وهو ما من شأنه دعم المبادرة الدولية التي اطلقتها الجمعية في مدينة الداخلة لحماية التراث البحري الأطلسي بسواحل افريقيا.
وشارك في هذا الملتقى مؤسسات وهيئات من دول : الامارات، المغرب، اسبانيا، فرنسا، البرتغال، بريطانيا، كرواتيا، اليابان، الولايات المتحدة الامريكية، الصين، قطر، عمان، السعودية، السنغال، مصر و أستراليا.
وفي ختام الملتقى حضيت الشخصيات المشاركة بتكريم نظير جهودها في حماية التراث البحري والمغمور بالمياه.
ومن المرتقب أن تنظم جمعية السلام في شهر نونبر من السنة المقبلة النسخة السابعة لملتقى الساحل الدولي في البرتغال.