استقبلت مدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، وفدًا برلمانيًا رفيع المستوى عن برلمان أمريكا الوسطى، يقوده السيد كارلوس رينيه هيرنانديز، رئيس البرلمان، إلى جانب السادة والسيدات أعضاء الجمعية العامة، حيث جرت هذه الزيارة بمرافقة السيد سيدي محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، الذي رافق الوفد الرسمي إلى مدينة العيون في إطار زيارة تهدف إلى توطيد علاقات التعاون البرلماني وتعزيز أواصر الصداقة والشراكة جنوب-جنوب بين المملكة المغربية ودول أمريكا الوسطى.
وكان في استقبال الوفد، بدار الضيافة بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، السيد عبد السلام بيكرات، والي الجهة، الذي رحب بالوفد، منوهًا بأهمية هذه الزيارة التي تترجم عمق علاقات الصداقة بين المملكة المغربية ودول أمريكا الوسطى، ومؤكدًا على الدينامية التنموية التي تشهدها جهة العيون الساقية الحمراء بفضل الرؤية الملكية السديدة، ومشيرًا إلى أن هذه الزيارة تشكل مناسبة ثمينة للاطلاع عن كثب على واقع التنمية بالأقاليم الجنوبية.
كما تضمن برنامج الزيارة استقبالًا رسميًا خصّ به السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، الوفد البرلماني بمقر القصر الجماعي، حيث قدّم عرضًا شاملاً حول مسار التنمية الحضرية والاجتماعية التي تشهدها المدينة، منذ استرجاعها إلى حضن الوطن عقب المسيرة الخضراء، وحتى المرحلة الراهنة التي أضحت فيها نموذجًا للتنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والإفريقي.
ومن جهته، عبّر السيد كارلوس رينيه هيرنانديز، رئيس برلمان أمريكا الوسطى، عن بالغ اعتزازه بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به الوفد، منوهًا بالمستوى الرفيع للتطورات التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، ومشددًا على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسستين البرلمانيتين بما يخدم المصالح المشتركة ويعكس روح الصداقة والتفاهم بين الجانبين.
وفي محطة بارزة من الزيارة، عُقد لقاء رسمي بين مكتب مجلس المستشارين، برئاسة السيد سيدي محمد ولد الرشيد، والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى، تُوج بالتوقيع على إعلان مشترك يروم تعميق علاقات التعاون والتنسيق، ودعم المبادرات المشتركة في إطار الدبلوماسية البرلمانية.
كما أقيمت مأدبة غداء على شرف الضيوف، تبادل خلالها الجانبان كلمات الترحيب والتأكيد على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من التعاون المثمر.
وعقب ذلك، قام الوفد البرلماني بزيارة ميدانية لعدد من المشاريع السوسيو-اقتصادية المهيكلة التي تزخر بها مدينة العيون، حيث وقف أعضاء الوفد على حجم الاستثمارات والمجهودات التنموية المبذولة، وأعربوا عن إعجابهم بالنموذج التنموي الذي تبنته المملكة في الأقاليم الجنوبية، مؤكدين دعمهم لجهود المملكة في تعزيز التنمية والاستقرار بالمنطقة.
وقد مرت هذه الزيارة في أجواء أخوية، عكست مستوى العلاقات المتينة بين المملكة المغربية ودول أمريكا الوسطى، ورسّخت مكانة الأقاليم الجنوبية ضمن أولويات الدبلوماسية البرلمانية المغربية كجسر للتعاون الدولي والتنمية المشتركة.