في عملية أمنية محكمة شملت عدة مدن إسبانية، أسقطت الشرطة الوطنية والحرس المدني الإسباني شبكة إجرامية كانت تنشط في تهريب الحشيش من المغرب إلى اسبانيا، وتبييض العائدات الضخمة عبر شركات وهمية ومخططات مالية معقدة.
العملية التي نُفّذت بتنسيق دقيق مع وحدة “غريكو” كوستا ديل سول، أسفرت عن توقيف 15 شخصًا وحجز أكثر من طن ونصف من الحشيش.
التحقيقات انطلقت بعد رصد تحركات مشبوهة لعنصرين قياديين في الشبكة، واتضح لاحقًا أنهما كانا ينسقان لوجستيًا لاستقبال شحنة ضخمة، قادت إلى تنفيذ سلسلة من المداهمات بين مالقة، ألمرية، ومليلية المحتلة.
خلال العملية، تم ضبط معدات متطورة تُستخدم في تهريب المخدرات، من بينها أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية وهواتف ساتلية، فضلًا عن أسلحة نارية ومبالغ نقدية ضخمة فاقت 350 ألف يورو. كما تم تجميد حسابات مصرفية تتجاوز قيمتها ربع مليون يورو، إلى جانب مصادرة ممتلكات تقدر بـ1.65 مليون يورو.
أحد أخطر جوانب هذه الشبكة تمثل في هيكلها المالي، حيث أدارت سيدتان في مليلية واجهة وهمية عبارة عن شركة لبيع المواد الغذائية والمشروبات، مكّنت الشبكة من تمرير أكثر من 1.5 مليون يورو عبر حساباتها، في عملية غسل أموال محكمة تم فيها تجزئة الإيداعات وتوزيعها زمنيًا لإخفاء مصدرها الحقيقي.
ولم تكتف الشبكة بذلك، بل استخدمت هذه الأموال في اقتناء ممتلكات وعقارات بطرق ملتوية، أحيانًا عبر أشخاص مقربين أو بدفعات غير مصرّح بها، في محاولة لإضفاء طابع قانوني على الأرباح الإجرامية.
هذه العملية شكّلت ضربة موجعة للبنية المالية واللوجستية للشبكة، وتمكنت السلطات من خلالها من تفكيك كامل أذرعها، من مسارات التهريب وصولًا إلى قنوات غسل الأموال، ما يمثل خطوة حاسمة في الحرب على الجريمة المنظمة العابرة للحدود.