عرفت مطارات المملكة، منذ مطلع شهر دجنبر الجاري، دينامية استثنائية تجسدت في ارتفاع لافت لعدد الرحلات الجوية وتوافد غير مسبوق للمسافرين، خصوصًا عبر مطارات الدار البيضاء، مراكش، طنجة، أكادير، فاس والرباط، وذلك في سياق الاستعدادات الجارية لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز عشرة أيام، ما بين 8 و18 دجنبر، استقبلت المطارات الوطنية أزيد من 868 ألف مسافر، قبل أن يواصل المنحى التصاعدي زخمه خلال الأسبوع الجاري، مع وصول عشرات الوفود الأجنبية القادمة من دول إفريقية وأوروبية وعربية، إضافة إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
وتفيد المعطيات المتوفرة أن النسبة الأكبر من الوافدين هم مشجعون قدموا لمتابعة منتخبات بلدانهم، إلى جانب حضور وازن للصحافيين والتقنيين والمدربين الأجانب، فضلًا عن ممثلي شركاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والرعاة الرسميين، الذين حلوا بالمغرب بإمكانات لوجيستيكية كبيرة.
وفي هذا السياق، شهدت مطارات المملكة تعبئة غير مسبوقة لتيسير ولوج الجماهير والوفود، يتقدمها مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي عزز موقعه كمحور جوي إفريقي بفضل شبكة الرحلات المباشرة التي تؤمنها الخطوط الملكية المغربية، والتي جرى توسيعها لتشمل عددًا أكبر من الدول الإفريقية.
وساهمت هذه الدينامية في تسجيل 7.327 حركة جوية خلال الفترة نفسها، بارتفاع بلغ 13 في المائة، مع تحقيق يوم 18 دجنبر رقمًا قياسيًا يعكس جاهزية المغرب وقدرته على تدبير تدفقات كبيرة من المسافرين في فترات زمنية قصيرة.
وحافظ مطار محمد الخامس على صدارته باستقباله أزيد من 292 ألف مسافر، أي ما يقارب ثلث إجمالي الحركة، متبوعًا بمطارات مراكش، أكادير، طنجة، الرباط وفاس، التي تشهد بدورها نموًا متواصلًا في حجم العبور.
ويعكس هذا الأداء الإيجابي نجاعة التنسيق بين المكتب الوطني للمطارات ومختلف السلطات العمومية والمتدخلين في المنظومة المطارية، بما يؤكد استعداد المملكة لاستقبال كأس إفريقيا للأمم 2025 في أفضل الظروف، وترسيخ مكانتها كوجهة موثوقة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.













