حضور يتجاوز المباراة: زيدان يمنح لقاء الجزائر والسودان بُعده الرمزي

هيئة التحريرمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
حضور يتجاوز المباراة: زيدان يمنح لقاء الجزائر والسودان بُعده الرمزي

لم يكن حضور زين الدين زيدان في مدرجات ملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط، خلال المواجهة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره السوداني، مجرد تفصيل جانبي في سياق مباراة كروية عادية، بل تحوّل إلى عنصر دلالي أضفى على اللقاء أبعادًا تتجاوز مستواه التقني ونتيجته الرياضية. فقد حلّ النجم الفرنسي السابق بالعاصمة المغربية لمتابعة مشاركة ابنه لوكا زيدان، حارس مرمى المنتخب الجزائري، في لحظة تختزل تداخل الخاص بالعام، والعائلي بالوطني.

تابع زيدان أطوار المباراة بهدوء وتركيز من المدرجات، وسط اهتمام إعلامي وجماهيري لافت، فرضته رمزية الاسم الحاضر أكثر مما فرضته طبيعة الحدث نفسه. فوجود أحد أبرز أساطير كرة القدم العالمية في فضاء إفريقي تنافسي أعاد تسليط الضوء على قدرة اللعبة على استحضار التاريخ داخل لحظتها الراهنة، وعلى تحويل مباراة عادية إلى مشهد محمّل بالمعاني.

في المقابل، يواصل لوكا زيدان مساره مع المنتخب الجزائري في سياق لا يخلو من التحديات، حيث يسعى إلى تثبيت موقعه داخل منظومة جماعية لا تعترف بالأسماء بقدر ما تراهن على الأداء والاستمرارية. وفي هذا الإطار، بدا حضور والده دعمًا نفسيًا صامتًا، لا يتجاوز حدود المتابعة، لكنه يمنح لحظة المشاركة عمقها الإنساني في مباريات تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة.

هكذا، تجاوز اللقاء حدوده الرياضية ليصبح مساحة تلاقت فيها الرمزية مع التنافس، والتاريخ مع الحاضر، في صورة تؤكد مرة أخرى أن كرة القدم ليست مجرد لعبة نتائج، بل مجال مفتوح للمعنى والسياق والدلالة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة