توج تشلسي الإنكليزي بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعدما حسم النهائي الإنكليزي البحت الثالث في تاريخ المسابقة بفوزه على مانشستر سيتي، بهدف لصفر السبت على ملعب “دراغاو” في بورتو أمام جمهور حدد بـ14110 متفرج.
ويدين تشلسي باللقب الثاني بعد الذي أحرزه في عام 2012، وحرمان سيتي من لقب حَلِمَ به منذ أن انتقلت ملكيته الى الإماراتيين عام 2008، الى الألماني كاي هافيرتس الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 42.
وعوض الألماني الذي يحتفل قريباً بعيد ميلاده الثاني والعشرين، بذلك بدايته الصعبة مع الفريق اللندني الذي انتقل اليه الصيف الماضي من باير ليفركوزن.
وعلق في تصريح لشبكة “بي تي سبورت” البريطانية عما يخالجه في هذه اللحظة التاريخية بـ”لا أعرف ماذا أقول. لا أعرف حقاً ماذا أقول. لقد انتظرت وقتاً طويلاً. الآن أريد أن أشكر عائلتي ووالدي وجدتي وصديقتي. أنا لا أعرف ماذا أقول. لقد انتظرت هذه اللحظة لمدة 15 عاماً وهي الآن هنا”.
وأشاد القائد الإسباني سيزار أسبيليكويتا بزميله الألماني، قائلاً “كان هادئاً للغاية. ليس هذا فقط. إنه يركض بجنون! لهذا السبب يستحق ذلك (اللقب)”، مضيفاً “جئت الى هنا في 2012 بعد ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا. أردت أن أكرر هذا النجاح في دوري الأبطال. إنه لأمر مذهل. عائلتي هنا. إنه يوم مميز جداً جداً”.
وانتقلت الخصومة المحلية بين مانشستر سيتي وتشلسي الى ملعب “دراغاو” في بورتو، الذي استضاف النهائي الثامن في المسابقة القارية الأم بين فريقين من نفس البلد، فجدد تشلسي تفوقه على بطل الدوري الممتاز بعدما فاز عليه في نصف نهائي الكأس ثم في المرحلة 35 من الدوري.
وجمع نهائي السبت فريقين إنكليزيين للمرة الثالثة، وقد فشل سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الإفادة من الفرصة الثمينة والخروج منتصراً من أول نهائي له في المسابقة القارية الأم.
– عقدة غوارديولا مستمرة –
وبعدما توقف مشواره عند نصف النهائي مرة مع برشلونة وثلاث مرات مع بايرن ميونيخ الألماني منذ تتويجه الثاني والأخير عام 2011 مع النادي الكاتالوني، بدأت مسابقة دوري الأبطال تشكل عقدة لغوارديولا منذ وصوله الى مانشستر سيتي إذ انتهت مغامرته عند ثمن النهائي في موسمه الأول ثم عند الربع النهائي في المواسم الثلاثة الماضية قبل أن يفك العقدة هذا الموسم بالوصول الى نصف النهائي حيث أزاح باريس سان جرمان الفرنسي وصيف البطل، لكن المغامرة انتهت السبت على يد النادي اللندني الذي خاض النهائي الأول له عام 2008 ضد جار سيتي مانشستر يونايتد وخسر بركلات الترجيح.
وفي المقابل، عوض نظيره الألماني توماس توخل سقوطه الموسم الماضي في النهائي مع سان جرمان ضد بايرن ميونيخ بنتيجة 1-صفر، ما لعب دوراً أساسياً في التخلي عن خدماته في نهاية 2020.
وحقق المدرب السابق لدورتموند ما لم يكن يتوقعه أشد المتفائلين من مشجعي تشلسي، إذ قاد الفريق الى نهائي الكأس المحلية (خسر أمام ليستر) ثم الى نهائي دوري الأبطال وتوج باللقب، إضافة الى إنهاء الدوري الممتاز رابعاً، وذلك بعد بداية موسم صعبة للنادي اللندني مع نجمه السابق فرانك لامبارد ما أدى الى التخلي عنه.
– تشكيلة هجومية لسيتي من دون نتيجة –
وبدأ المدربان اللقاء بنية هجومية واضحة بعدما أشرك غوارديولا المهاجم الإنكليزي رحيم ستيرلينغ أساسياً، مضحياً بالقائد المخضرم البرازيلي فرناندينيو المتخصص بالناحية الدفاعية، كما الحال بالنسبة للإسباني رودري.
كما لعب الألماني إيلكاي غوندوغان أساسياً بعدما كان يحوم الشك حول مشاركته بسبب إصابة تعرض لها الجمعة في التمارين، فيما بقي الهداف التاريخي للنادي النجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو على مقاعد البدلاء في الظهور الأخير له مع الفريق قبل الرحيل عنه.
وحذا توخل حذو نظيره الإسباني وبدأ اللقاء بإشراك مواطنه هافيرتس أساسياً الى جانب الألماني الآخر تيمو فيرنر، وخلفهما مايسون ماونت، فيما أبقى المغربي حكيم زياش على مقاعد البدلاء خلافاً للتوقعات.
واعتمد توخل في الوسط الدفاعي على الفرنسي نغولو كانتي الذي كان يحوم الشك حول مشاركته بسبب الإصابة، كما حال الحارس السنغالي إدوار مندي الذي خرج خلال استراحة الشوطين في المرحلة الأخيرة من الدوري الممتاز ضد أستون فيلا (1-2) بسبب إصابة في الأضلع.
لكن هذه النية الهجومية لسيتي لم تترجم على أرضية الملعب خلال الدقائق الأولى من الشوط الأول، حيث غابت الفرص عن المرميين، قبل أن يبدأ تشلسي بتهديد مرمى بطل الدوري الممتاز بفرصة أولى إثر خطأ دفاعي لتصل الكرة الى هافيرتس الذي عكسها عرضية لفيرنر، لكن الأخير أخفق في التسديد مفرطاً فرصة ذهبية للتسجيل (10).
وعاد المهاجم السابق للايبزيغ للتفريط بفرصة مثالية بعدما سدد بين يدي الحارس البرازيلي إيدرسون وهو في موقع مثالي للتسجيل (14)، قبل أن يتبع هذه الفرصة بتسديدة بعد ثوانٍ معدودة في الشباك الجانبية (15).
– إصابة تياغو سيلفا ودي بروين –
ووسط عجز ستيرلينغ أمام التألق الدفاعي للظهير الأيمن ريس جيمس، كاد فودن أن يخطف التقدم لسيتي من أول فرصة حقيقية لفريقه لولا تدخل المدافع الألماني أنتونيو روديغر في الوقت المناسب لقطع الطريق عليه (28).
وتعرض تشلسي لضربة بإصابة قلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا ما اضطر توخل الى استبداله بالدنماركي أندرياس كريستينسن (39).
لكن هذه الإصابة لم تؤثر على معنويات تشلسي، إذ نجح بعد دقائق معدودة في افتتاح التسجيل عبر هافيرتس الذي وصلته كرة بينية متقنة من ماونت، فتخطى إيدرسون الذي لمس الكرة من دون أن ينجح في اعتراضها، وسدد في الشباك الخالية (42)، مسجلاً هدفه الأول على الإطلاق في المسابقة.
وتعرض سيتي لضربة قاسية في بداية الشوط الثاني بإصابة النجم البلجيكي كيفن دي بروين بعد احتكاك بروديغر، ما اضطر غوارديولا الى استبداله بالبرازيلي غابريال جيزوس (60).
ورغم لجوء غوارديولا الى فرناندينيو، عرف تشلسي كيف يحبط عزيمة بطل الدوري الممتاز وأفشل جميع محاولته بل كان حتى قريباً جداً من توجيه الضربة القاضية له عبر البديل الأميركي كريستيان بوليشيتش لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيمن (73).
وحاول غوارديولا تدارك الموقف في ربع الساعة الأخير، فزج بأغويرو بدلاً من ستيرلينغ لكن شيئاً لم يتغير لتبقى النتيجة على حالها حتى النهاية.