العيون – 30 شتنبر 2025
تحولت مدينة العيون، مساء الثلاثاء، إلى منصة إفريقية ودولية بامتياز، بعد أن احتضنت دار الثقافة أم السعد مؤتمراً رفيع المستوى حول “تعزيز قدرات المجتمع المدني من أجل تأثير عالمي”، بمشاركة منظمات غير حكومية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، إلى جانب قيادات بارزة من الاتحاد الإفريقي.
وشهد المؤتمر حضور حوالي 60 مشاركاً من بينهم 30 امرأة فاعلة في المجتمع المدني، إضافة إلى حقوقيين وباحثين وأفراد من الجالية الإفريقية المقيمة بالعيون، في إشارة واضحة إلى التنوع والغنى الذي طبع هذه الفعالية. كما شكلت مشاركة السيدة كمالتو كمال، نائبة رئيس المجلس الجماعي للعيون، رمزاً لانفتاح المؤسسات المنتخبة المحلية على المبادرات ذات البعد القاري والدولي.
اللقاء تميز بحضور شخصيات وازنة، أبرزها الدكتور أيمن عكيل، نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي، والسيدة هانا فوستر، المديرة التنفيذية للمركز الإفريقي للديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد أكد المتدخلون أن الأقاليم الجنوبية للمملكة باتت فضاءً طبيعياً للحوار الإفريقي ومنبراً يبرز المكتسبات التنموية والحقوقية للمغرب.
وتنوعت المداخلات بين إبراز دور اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في تعزيز ثقافة الحقوق داخل القارة، واستعراض تجربة المجتمع المدني الإفريقي في التفاعل مع آليات الأمم المتحدة، وصولاً إلى التأكيد على أن الحق في التنمية يشكل أساساً لا ينفصل عن باقي الحقوق. كما خصصت جلسات لمواضيع حساسة كحقوق الطفل وآليات الحماية، وتجارب ناجحة لمواكبة الجمعيات ورفع صوتها في المحافل الدولية.
ولم يغفل المشاركون الرد على حملات التضليل التي يروّجها خصوم الوحدة الترابية، مؤكدين أن ما عاينوه ميدانياً في العيون يكذب المزاعم الانفصالية، ويبرهن على الدينامية التنموية والحداثة التي تشهدها المنطقة.
واختتمت أشغال المؤتمر في أجواء إيجابية، حيث عبر الحضور عن ارتياحهم العميق لمستوى النقاشات وحسن التنظيم، مجمعين على أن العيون تكرّس نفسها يوماً بعد يوم كجسر للتعاون الإفريقي ومرجع في ربط العمل المدني بالرهانات القارية والدولية.
