الساحل بريس
لاتكاد تخلو منهم الطرقات, من هم بحاجة ومن يتظاهرون بذلك, ونستطيع تفهم هذا من اختلافات مستويات المعيشة بين الناس, والفجوات الحاصلة بين دخول الأفراد عامة, ولكن بمقابل من هو محتاج فعلا ويستحق مد اليد له للمساعدة, ولأن شيء لم يبق على حاله تحولت ظاهرة التسول في الفترة الأخيرة لشكل من أشكال النصب والاحتيال, بل أن الكثيرين أصبحوا يمتهنون التسول كوسيلة لكسب قوتهم , وأن لم يكن أيضا لكسب ما هو زائد عن حاجتهم, لكن الناس أصبحوا على وعي بهذه الأفعال , وأصبحت تتخذ ردود أفعالهم أشكالا مختلفة, ليبقى السؤال المطروح هو : كيف لنا محاصرة هذه الظاهرة الزاحفة ؟
إن مشكل التسول اصبح مطروحا و يجب التفكير فيه من جانب المؤسسات والهيئات الاجتماعية للفت الانتباه لمثل هذه الفئات الفتية التي تمتهن التسول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .. ولعل المجتمع الذي نعيش فيه نموذج مصغر لكثرة المتسولين الاطفال ، فلا يخلو مكان الا وتجد به متسولا طفلا يحمل بين يديه اورقا تدل على مرض مزمن او صناديق دواء فارغة او غيرها من الوسائل التي تجعل الشخص يتأثر ويعطي له ما قسم الله .
لاشك أن الفقر هو الباب الرئيسي الذي يفتح على المجتمع نافذة التسول ،فلو كان الفقر رجلاً لقتلته،كما قال عمر بن الخطاب فالفقر افة خطيرة تفرز الكثير من الظواهر الاجتماعية السيئة، ولعل التسول هو أحد أسوء هذه الظواهر وأكثرها انتشاراً، والجدير بالذكر أن مثل هذه الظاهرة تعود بالجزء الأكبر من آثارها السلبية على الأطفال في المجتمع، فهم الأصغر سناً والأقل وعياً ودراية بمساوئ هذه الظاهرة، التي لها دوافع وأسباب عديدة يلجاً الكثير من الأطفال لها ، فمن هذه الاسباب حسب بحثنا المتواضع :
+تلبية بعض الرغبات التي تتطلب أموال +كثيرة قد تدفع ولي الامر للدفع بأطفاله للتسول
+كثرة متطلبات الحياة الحديثة والغلاء المعيشي ، او الفقر كما اشرنا له
+الإدمان على أحد أنواع المخدرات والتي تدفع بولي الامر الى ان يفكر اسهل الطرق للدفع بالاطفال للتسول
+وفاة المعيل وشعور الطفل أنه مسؤول عن تأمين حاجاته وحاجات أسرته بنفسه
+الهروب من المدرسة او مشكل الهدر المدرسي
+استغلال الأطفال لغرض التسول
+البطالة وانعدام فرص شغل
+التمثيل و استغلال المرض
ان التسول بشكل عام و في فئة الاطفال بوجه الخصوص ، مشكل اجتماعي خطير يفرض علينا ان نبتكر له حلول من قبيل :
+إنشاء جمعيات أو مؤسسات خاصة تهتم بقضايا الطفل ومشاكله الاجتماعية
+التوعية بأهمية وضرورة التكافل الاجتماعي
+وضع خطط استعجالية تقوم على علاج المشاكل الحقيقة للمتسولين.
خلاصة القول يبقى مشكل التسول احد اخطر المشاكل الزاحفة ، فإذا لم يتم التفكير فيه بجدية ،سيتفاقم بشدة ويخرج عن السيطرة ويدفع بالمجتمع الى مستقبل مجهول .