أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع موجة من الجدل السياسي، بعد أن ظهر فيه الوزير الأول الجزائري، نذير العرباوي، وهو يوجّه دعوة رسمية لرئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، من أجل القيام بزيارة إلى الجزائر. وقد اعتبر عدد من المراقبين أن هذه الخطوة تمثل رسالة تصالحية واضحة من النظام الجزائري تجاه مدريد.
العرباوي، الذي بدا وكأنه ينقل موقفاً مباشراً من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أكد خلال حديثه مع سانشيز أن الجزائر “تتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية”، مشدداً على أن الزيارة المرتقبة تعبّر عن “رغبة رئاسية”.
وتأتي هذه الدعوة اللافتة بعد أشهر من التصعيد الدبلوماسي، حيث كانت الجزائر قد هدّدت باتخاذ خطوات صارمة تجاه إسبانيا، على خلفية إعلان هذه الأخيرة دعمها العلني لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء.
هذا التحوّل المفاجئ في الخطاب الجزائري يطرح تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت الجزائر بصدد مراجعة أولوياتها الدبلوماسية في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، أم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لتلطيف الأجواء بعد عزلة سياسية متنامية.