شباب المغرب خارج سوق الشغل.. أرقام تفضح فشل السياسات وتُعمّق حلم الهجرة

هيئة التحرير27 يونيو 2025آخر تحديث :
شباب المغرب خارج سوق الشغل.. أرقام تفضح فشل السياسات وتُعمّق حلم الهجرة

بين خطاب رسمي يُروّج للتحفيز والتأهيل، وواقع يومي يُراكم الإحباط، يكشف تقرير جديد صادر عن شبكة “أفروباروميتر” صورة مقلقة عن وضعية الشباب المغربي، الذي يعيش اليوم في مفترق طرق بين البطالة والانكماش الاجتماعي، وبين خيار الهجرة كملاذ أخير.

فبحسب التقرير، فإن 63 في المائة من المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة لا يزاولون أي نشاط مهني، وهي نسبة ثقيلة ترسم ملامح أزمة صامتة تتسع في العمق، رغم مرور سنوات على إطلاق برامج التشغيل والتكوين ودعم المبادرات الذاتية.

المثير في التقرير أن ثلث هؤلاء الشباب تقريباً، وبنسبة بلغت 28 في المائة، يفكرون جدياً في مغادرة البلاد، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بسنة 2017 (20 في المائة فقط). وتأتي الأسباب متوقعة: 54 في المائة يبحثون عن فرصة عمل، و12 في المائة يرغبون في تطوير مشاريعهم، و12 في المائة يطمحون لاستكمال الدراسة، بينما قال 10 في المائة إنهم يسعون للهروب من الفقر.

هذه المؤشرات، وإن بدت مألوفة، تعكس فشل السياسات العمومية في التفاعل مع التحولات السريعة لسوق الشغل. فـ34 في المائة من المستجوبين يرون أن التكوين الأكاديمي لا يلبي متطلبات السوق، و18 في المائة يشكون من نقص الخبرة، بينما يتحدث آخرون عن ضعف التأهيل المهني وانعدام حس المبادرة، بل وحتى غياب الاستعداد لدى البعض للعمل في المهن اليدوية أو الفلاحية.

وفي ظل هذا الوضع، عبّر 65 في المائة من المشاركين عن رغبتهم في أن تركز الدولة استثماراتها على خلق فرص الشغل، فيما اقترح 16 في المائة تسهيلات للتمويل، واعتبر آخرون أن الأولويات يجب أن تشمل التعليم، والتكوين المهني، والخدمات الاجتماعية.

تقرير “أفروباروميتر” ليس مجرد أرقام، بل هو ناقوس خطر يعلو وسط ضجيج الشعارات. وإذا لم تتحول وعود السياسات إلى إجراءات واقعية تُعيد الثقة للشباب، فإن نزيف الكفاءات والإحباط الاجتماعي سيظلّ مفتوحاً على المجهول.

Pjd

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة