يعتبر الإحسان عموما وعلى وجه الخصوص بشهر الصيام من الأعمال الإنسانية الرائعة التي تعكس الروح الإيجابية في الإنسان وحرصه على مساعدة الآخرين، بل يعتبر من القيم الإنسانية الأصيلة التي تتأصل في النفس البشرية. وتزداد أهمية العمل الإحساني في المجتمعات التي تعاني من الفقر والحرمان والمعاناة، حيث يكون العمل الإحساني هناك بمثابة النور الذي يشع في ظلام الواقع ، ويجلب الأمل والبهجة للآخرين.
ويعود تأثير العمل الإحساني على الفرد والمجتمع ككل بالفائدة الجماعية، بإنتاج موارد تساعد على تطوير البنية التحتية في المجتمعات ذات الدخل المحدود، و بتغيير الوضع الاجتماعي للفئات الأكثر احتياجاً مثل الأيتام والمساكين والمحتاجين. كما يساعد العمل الاحساني في تعزيز الثقة بين أفراد المجتمع ، ويعزز الروابط الاجتماعية، وبالتالي يتم تحسين العلاقات بين الأفراد وتعزيز الروح الإيجابية والإنتماء الحقيقي للمجتمع.
أما من الناحية الشخصية، فإن العمل الاحساني يعمل على الرفع من مستوى السعادة والرضى الذاتي، فالشعور بنفع الآخرين يعطي شعوراً بالإنجاز والإشباع الروحي، وهو أمر يمكن أن يحسن الصحة النفسية للفرد ويخفف من التوتر والقلق.
كما يمثل العمل الاحساني هو فرصة للتعلم والتطوير واكتساب المهارات الجديدة ، وزيادة الثقة بالنفس. كما أنه يمكن أن يكون العمل الخيري فرصة لتوسيع دائرة المعارف والتعرف على أشخاص جدد من مختلف الثقافات والأعمار.
إن العمل الاخساني واجب إنساني واجتماعي، ولا يحتاج إلى الكثير من المال والجهد، فالخير في الإسلام يعتبر من الأعمال الأرقى والأسمى، فعلى كل فرد في المجتمع أن يدرك أهمية العمل الخيري ويسعى للمشاركة فيه بأي وسيلة متاحة، والعمل على عدم إهمال هذا الجانب من الحياة، فالأعمال الخيرية تمنح الروح الطيبة والحياة ذات الفائدة الجمة ، وهو ما يعزز التفاؤل والإيمان بالحياة.