تحت وقع صدمة قوية انتشرت في شغاف القلوب ٱنتشار النار في الهشيم ، تناقل نعي وفاة المشمول بعفو الله استاذ الثانوي التاهيلي لمادة اللغة العربية بثانوية الحسن الثاني التاهيلية بداية ، ثم ثانوية محمد السادس لاحقا ، المسمى قيد حياته احمد الحفظاوي ، المعروف في اوساط عارفيه بعبد الرحمن ، احد ابناء طانطان الذين حباهم الله بنباهة استثنائية ..
الفقيد الراحل، قيد حياته ، متمكن من لغة الضاد ، و مالك لمعرفة و موسوعة ثقافة نادرة التداول ، لا تمل من حديثه و طريقة نقاشه .. راق و رقيق في تواصله الانساني ..له في تعامله مساحات شاسعة و واسعة من سخاء حاتمي ينم عن ٱنحداره من طينة اصل طيب كريم . اكتشفت الوجه الآخر للراحل العزيز حين اشتغلت معه بعد تقاعدي مدرسا لمادة اللغة العربية الاقتصادية و التجارية ، كمتعاون بالمدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بالداخلة ، فوجدته سندبادي الشغف و المغامرة ، مفتونا بلغة الموج تملأ فضاء البحر تمنحه لذة سماع موسيقى يفهم جيدا إيقاعها و سلم عزفها و يقرأ بحس صوفي عميق نوطتها..قصبة صيد و كلب وفي و اواني الشاي و دواوين نزار قباني و اغاني حسانية غاية في جمال الإبداع لا تفارقه ممتطيا سيارته الرباعية الدفع التي تطوي مسافات الشواطئ و فيافي البادية عاشقا المغامرة و الخلوة الملهمة..
لقد كان الفقيد ، تغمده رب العرش العظيم بوافر واسع رحمته و اسكنه فسيح ملكوت فردوسه الأعلى ، لا تفارق الابتسامة اديم محياه ، ميالا للدعابة الرزينة بخفة روح راقية الفكاهة ..
اللهم ٱجعل هذه الايام المباركة لشهر رمضان الفضيل رحمة و غيثا ، و نعيما لفقيدنا الذي غادرنا جسدا ، هو الذي سيبقى حيا في ذاكرتنا و قلوبنا ما حيينا..
اللهم بلغه دعاءنا و سلامنا ..رب اجعله ممن يرى مقعده في الجنة ، و أنزل على قلبه ملائكة الرحمة ، تطوف عليه من كل جانب..
اللهم ٱرحم ٱنعدام حوله و قوته و قلة حيلته ، و أنر قبره و عطره برياحين الجنة ، و آنس وحشته.. و لنتذكر احبتي في الله إخوة الايمان ان للميت فرحة في قبره ، عندما يصله دعاء من اهل الدنيا ، فلا تنسوه من صالح دعواتكم ، و لنذكره حتى يسخّر الله لنا و لكم من يتذكرنا وقت حاجتنا للدعاء. .
اللهم ٱجعل من فقدناهم على ضفاف نهر الكوثر، مبتسمين في ارقى مراتب الجِنان و أعلى عليين من فسيح ملكوت جنة الخلد ..اللهم آمين يارب العالمين و مجيب الداعين و السائلين. (احمد العهدي في الداخلة ليلة الجمعة 11 رمضان الموافق ل 22 مارس 2024.)