في مقابلة حصرية على قناة Medi1 TV، أبرز السيد الخطاط ينجا دلالات ورمزية احتضان مدينة الداخلة للمنتدى الاقتصادي المغربي-الفرنسي، مؤكدًا على مكانة الجهة كقطب استراتيجي واقتصادي مهم، يجمع بين الرؤية الملكية للاستثمار وفرص التعاون الدولي، لاسيما مع فرنسا.
المنتدى شهد حضور وفد وازن بقيادة السفير الفرنسي، بمشاركة أكثر من 300 من أرباب المقاولات من كلا البلدين، في لقاء وصفه الخطاط ينجا بـ”هام جدًا”، إذ ينسجم مع إعلان الرئيس الفرنسي الأخير عن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وهو ما تترجمه المبادرة الاقتصادية إلى استكشاف فرص الاستثمار في جهة الداخلة وادي الذهب.
وأكد السفير الفرنسي أن جميع المشاريع المزمع تنفيذها بالأقاليم الجنوبية ستجد دعماً من الدولة الفرنسية، في مؤشر على مستوى التعاون والتنسيق المستقبلي. وأشار السيد ينجا إلى أن الملك محمد السادس أطلق مشاريع تنموية كبرى، ما يجعل جهة الداخلة وادي الذهب ذات أولوية في الاستثمارات الفرنسية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي ومؤهلاتها الاقتصادية المتنوعة، بدءًا من الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة، وصولاً إلى الهيدروجين الأخضر واللوجستيك.
ولفت المسؤول إلى أن الداخلة تعد حلقة وصل بين أوروبا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يعزز جاذبيتها للاستثمارات الكبرى، مضيفًا أن المبادرات الملكية المعروضة بالمنتدى، مثل الميناء الأطلسي وأنبوب الغاز المنطلق من نيجيريا مرورًا بالأقاليم الجنوبية، تشكل نقاط التقاء استراتيجية بين المغرب وفرنسا.
وأشار السيد ينجا إلى أن أي استثمار بالداخلة يقابله توفر يد عاملة متخصصة، نتيجة للمعاهد التكنولوجية والمهنية التي تؤهل الشباب المحلي، ما يسهم في امتصاص جزء من البطالة بالجهة. وأكد أن المستثمرين الفرنسيين أبدوا رغبة كبيرة في الاستثمار بالقطاعات الحيوية، ما سيخلق دينامية اقتصادية متكاملة تشمل إقامة مقاولات صغرى مرتبطة بالمشاريع الكبرى، لصالح السكان والشباب على حد سواء.
وتعد الأقاليم الجنوبية أقطابًا اقتصادية جاذبة للاستثمار، حيث يشير الخطاط ينجا إلى أن قطاع الفلاحة يشهد استثمار 5000 هكتار، مدعوم بمحطات لتحلية المياه، مع معرفة مسبقة بقنوات التسويق، بينما الطاقات المتجددة ومشاريع الهيدروجين الأخضر توفر استثمارات تفوق 10 مليارات دولار لكل مشروع. كما يمثل قطاع السياحة محورًا رئيسيًا، مع ربط خطوط جوية مباشرة بالعواصم الأوروبية، وكون الداخلة وجهة مفضلة لرياضة ركوب الأمواج، ما يجذب المستثمرين لإقامة وحدات فندقية جديدة.
وإضافة إلى ذلك، يشدد المسؤول على أهمية قطاع اللوجستيك والتجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء، مستفيدًا من البنية التحتية لميناء الأطلسي، الذي يعد أحد أكبر الموانئ الإفريقية، ويجعل من الداخلة منصة تجارية واستثمارية متكاملة.
إن استضافة المنتدى الاقتصادي المغربي-الفرنسي بالداخلة ليست مجرد حدث استثماري، بل رسالة سياسية واقتصادية قوية تؤكد الدور الريادي للأقاليم الجنوبية في تعزيز التنمية المستدامة وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي.
