افتتحت، مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، بحضور نخبة من الشخصيات المنتمية إلى عوالم الفن والإبداع والثقافة والإعلام.
وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بفقرات غنائية أدتها الفنانة المغربية صوفيا مستاري، وتكريم عدد من الفعاليات الفنية المغربية والإفريقية العاملة في مجال السينما، إضافة إلى عرض الشريط المغربي “30 مليون” للمخرج ربيع ساجد.
وهكذا، تم تكريم كل من الفنانة المغربية منى فتو التي تألقت في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزية، والمغربي جيروم كوهين أوليفار، مؤلف ومخرج فيلمي “قنديشة” مع النجم العالمي دافيد كارادين، و”أوكسترا منتصف الليل” مع النجمين جاد المالح وحسن الفذ.
كما تم تكريم المخرجة والمنتجة الرواندية جاكلين ميريكيسوني، التي تعتبر مؤسسة ورئيسة مهرجان أوروسارو السينمائي الدولي للمرأة، ورئيسة اللجنة التنفيذية لجمعية سينما المرأة برواندا المشرفة على تكوين جيل جديد من السينمائيات من خلال بناء القدرات ودعم الإنتاج وخدمات الترويج.
وقال رئيس المهرجان، زين العابدين شرف الدين، في كلمة بالمناسبة، إن هذه التظاهرة الفنية تواصل انفتاحها على تجارب سينمائية متنوعة، من خلال تسليطها الضوء، هذه السنة، على السينما الإفريقية التي يحتفي بها المهرجان من خلال المسابقة الرسمية.
وفي هذا الصدد، أكد السيد شرف الدين أن البعد الإفريقي لهذا المهرجان تمليه الجغرافيا والمشترك الثقافي والاجتماعي الذي يجمع بين الداخلة وجوارها الإفريقي، مؤكدا العزم على تطوير وترسيخ هذا التوجه، بالإضافة إلى التعريف بالمؤهلات الاقتصادية والثقافية والسياحية للمدينة ومحيطها.
وأضاف أن المهرجان أخذ على عاتقه مهمة تطوير الدينامية السينمائية بالداخلة وبالأقاليم الجنوبية عموما، مؤكدا أنه “يمكن اليوم أن نفخر بجيل سينمائي، من مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو ومنتجين، وهو ما لم يكن متوفرا قبل نحو 15 سنة”.
وأشار إلى أن المهرجان، الذي يهدف إلى تقريب الفن السابع من ساكنة مدينة الداخلة، سيشهد عرض أفلام مغربية وعربية وإفريقية متنوعة، وكذا تنظيم أنشطة موازية تتناول مواضيع مختلفة، في مقدمتها الفيلم الوثائقي.
من جهته، أشاد رئيس لجنة التحكيم، موسى توري، بالتميز في اختيار الأفلام الإفريقية المشاركة، والتي تعكس مدى التنوع التي تعرفه القارة الإفريقية.
وأكد السيد توري، وهو منتج وممثل ومخرج سنغالي، أن الأفلام التي تم انتقاؤها تسلط الضوء على التقاليد والثقافات الغنية والمتنوعة التي تزخر بها إفريقيا.
من جانبه، أكد الباحث الجامعي في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ماغيي كاسي، الذي تم تعيينه سفيرا للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، أن “الفن السابع يمثل، بثرائه، بوابة لمعرفة المجتمعات وتاريخها”.
وأضاف السيد كاسي أن “هذا المهرجان يحتضن التنوع في إفريقيا”، مشيرا إلى أن السينما تساهم في تعزيز العلاقات بين مختلف البلدان الإفريقية على نحو متزايد.
من جهتها، أعربت الممثلة منى فتو عن سعادتها بالتواجد في الداخلة، واعتزازها الكبير بهذا التكريم الذي يتوج مسيرتها الفنية، منوهة بحرارة الاستقبال الذي حظيت به لدى ساكنة المدينة، والذي يمثل بالنسبة إليها حافزا قويا لمواصلة مسارها الفني بعزيمة أكبر.
وبدوره، أعرب كاتب السيناريو والمخرج، جيروم كوهين أوليفار، عن اعتزازه الكبير لكونه من بين المكرمين، مؤكدا أن هذا التكريم يعد “بداية جديدة لمساره المهني”، ولا يمكن إلا أن يشجعه على المثابرة أكثر في هذا المجال.
ويحتفي المهرجان، خلال هذه الدورة، بالسينما الإفريقية، من خلال المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، وحضور سينمائيين من 13 بلدا إفريقيا هي السنغال، والكوت ديفوار، ونيجيريا، وغانا، ومصر، والكاميرون، وبوركينا فاسو، وتونس، ورواندا، وتشاد، والبنين، والكاميرون، بالإضافة إلى المغرب.
وتعرف المسابقة الرسمية للفيلم الطويل تنافس سبعة أفلام من أجل الظفر بالجائزة الكبرى الداخلة، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، ويتعلق الأمر بفيلم “ليلة الملوك” للمخرج فيليب لاكوت (الكوت ديفوار)، و”قصص جوجو” لكل من أبا تي ماكاما، سي جي فيري أوباسي ومايكل أومونوا (نيجيريا)، و”أمانسا طيافي” لكوفي أوفوسو يبواه (غانا)، و”قابل للكسر” لأحمد رشوان (مصر)، و”الانحناءات” لنارسيس واندجي (الكاميرون)، و”أناتو” لفاطمة علي بوبكدي (المغرب)، و”المعبر” لإيرين تاسيمبيدو (بوركينا فاسو).
ويترأس المخرج والمنتج السينغالي،
موسى توري، لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي تضم في عضويتها كلا من الممثلة فرح الفاسي (المغرب)، والمخرج فيلا ديفيد بيير (الكونغو)، والمخرج سامي التليلي (تونس).
ومن المقرر أن تشهد النسخة العاشرة للمهرجان، الممتد إلى غاية 20 يونيو الجاري، تنظيم ورشة تدريبية لأعضاء نوادي السينما بالأقاليم الجنوبية قبل الافتتاح وطوال أيام التظاهرة، تتعلق بـ “كتابة فيلم وثائقي” و”إنتاج فيلم قصير”، بالإضافة إلى إنتاج فيلم قصير لأحد المستفيدين من هذه الورشات التدريبية بمساهمة من إدارة المهرجان وبشراكة مع London Art House Film Festival.
ويشمل برنامج المهرجان، كذلك، تنظيم لقاء مع الأديبة والباحثة الاجتماعية غيثة الخياط حول موضوع “الثقافة والسينما”. كما سيضرب المهرجان موعدا لمهنيي السينما مع المصممة والمنتجة، دانا شولدارمايير، في ماستر کلاس حول “إبداع وتصميم الملابس في السينما”.
يشار إلى أن فقرات المهرجان، الذي تنظمه جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، استهلت صباح اليوم بتنظيم ورشات تكوينية تلاها عرض للفيلم التونسي “حلال سينما” لمخرجه التونسي أمين بوخريص، الذي سيؤطر، خلال هذه الدورة، لقاء حول تجربته في صناعة الفيلم الوثائقي.
حضر حفل افتتاح النسخة العاشرة من هذه التظاهرة السينمائية، على الخصوص، والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية والفعاليات الثقافية والفنية المحلية، وقناصل البلدان الإفريقية المعتمدين بالداخلة.